ويكنى أبا الحسن، وأمه ليلى بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وامها ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب بن امية وتكنى أم شيبة، وامها بنت ابي العاص ابن امية وهو اول من قتل في الواقعة.
وإياه عنى معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال. حدثنا جرير عن مغيرة قال.
قال معاوية. من احق الناس بهذا الامر ؟
قالوا: انت
قال: لا، اولى الناس بهذا الامر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله - صلى الله عليه وآله - وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني امية وزهو ثقيف.
مقاتل الطالبيين : ابو الفرج الإصفهاني ج : 1 ص: 52
ولا يخفى أنّ قول معاوية هذا ليس يخلو من الغرض الشخصي فقد أراد أن يثبت له نصيباً من هذه الخصال الثلاث.
ثمّ هو أوّلاً أراد أن ينفي النصّ على الحسين عليهالسلام لكي يكون الحكم طليقاً فيجري في بني أُميّة أيضاً وتميل الأعناق عن صاحبها الحقيقي.
وثانياً : أراد استبعاد شروط الخلافة عنها ، وهي العلم والعصمة ، والنصّ من الله ورسوله.
ثالثاً : أراد أن يثبت السخاء في بني أُميّة ليقلب الأُمّة نحوهم ومن اجل التعمية على السامعين أدخل ثقيفاً في هذه المنظومة الثلاثيّة. مع أنّ التاريخ لا يحدّثنا عن سخاء آبائه الأمويّين ولم يصفهم واصف بهذه الخصلة بل لم يعرفوا بها في الجاهليّة والإسلام ، وكان جدّهم الأعلى عبد شمس يعيش في ظلّ أخيه هاشم ، وكان اسمه عمرو العلا ، ولكثرة إطعامه الناس ونحره الذبائح من إبل وغنم وماشية دعي هاشماً اشتقاقاً من الهشم لأنّ معناه كسر العظم ، وكان أُميّة قد سلخ عشرين عاماً من عمره في بيت عبدالمطلّب وكان أبو سفيان غاية في البخل حتّى كان يمسك عن النفقة على عياله وكانت هند تسرق قوتها منه ، فلا أدري إذن من أين هبط عليهم هذا السخاء الذي فخر به معاوية؟!
وما من شكّ في استجماع عليّ الأكبر للصفات الكماليّة ولو لم يستشهد لكان هو الإمام بعد أبيه ، لاجتماع الفضائل فيه ، وكانت ذاته المودعة فيه من صنع الله سبحانه ، ولا بدع في فضل الله ولا غرابة في أن يعري وجوداً قدسيّاً من كلّ عيب ونقص خلقيّ ليكون مثالاً يحتذى للأخلاق الإسلاميّة.