العلاقة بين المبادئ والسعادة
تتفاوت مصاديق السعادة في الانظمة الاخلاقية المختلفة تبعاً لتفاوت المبادئ التي تقوم عليها تلك الانظمة. والاسلام بدوره يطرح مصداقاً خاصاً للسعادة ينطلق من مبادئه الالهية، ويوصي بتكاليف خاصة لنيل السعادة.
فالانسان في المنظور الاسلامي لا حدّ ولا نهاية لعمره من ناحية، وهو محتاج للّه تعالى لا استقلال له من نفسه من ناحية ثانية، ووفقاً لذلك يعرض الاسلام سعادة خالدة أسمى من الحياة المادية، بينما تنظر المبادئ المادية الى الانسان باعتباره موجوداً مستقلاً، وله عمر محدود، وليس له وراء حياته الدنيوية حياة اُخرى، لذلك اقتصرت الانظمة الاخلاقية القائمة على تلك المبادئ على توفير السعادة واللذة الدنيويتين.
ان المبادئ الاسلامية تبين للانسان انه محتاج في وجوده للّه تعالى، وأن حياته لا تقتصر على الدنيا، بل إن لحياته في واقعها سعة لا تعدل الحياة الدنيا شيئاً حينما تقاس بالنسبة لها. لذلك لوحظ في النظام الاخلاقي للاسلام علاقة الانسان بالمبدأ والمعاد.