• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خديجة والحياة الجديدة

خديجة والحياة الجديدة

1 ـ مقدمة تاريخية ضرورية :
قبل الحديث عن زواج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بالسيدة خديجة بنت خويلد(عليها السلام)لابد من التذكير ، ان هذا الموضوع قد تعرض إلى التشويه إلى حد كبير ، إمّا لعوامل سياسية تاريخية أو لعوامل الغيرة والحسد التي اتصفت بها بعض أزواج النبي(صلى الله عليه وآله) بصورة غير اعتيادية .
وأهم المواضيع التي نالها التزييف والتشويه هو : الادعاء بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان هو الزوج الثالث لخديجة ، بعد أن كانت قد تزوجت بأثنين من سائر الناس ، واحد بعد الآخر تسمي الروايات الموضوعة أحدهما بعتيق ابن عابد المخزومي ويدعى الآخر بأبي هالة هند بن زرارة بن نباش التميمي ، ثم عاشت بعد وفاة الثاني أيِّماً ، حتى خطبها رسوله الله(صلى الله عليه وآله) .
هكذا تصور الاخبار المنسوبة قصة ـ الحياة الاجتماعية ـ الزوجية لخديجة .
ونفس المصادر التي تروي قصة زواجها الأول والثاني تذكر بإصرار، أن خديجة عقيلة قريش كانت قد خطب ودها سادة القبائل وعظماء قريش ، ولكنها تعرض عنهم في كل مرة بإباء سمح ، وترغب عنهم مترفعة مع تواضع لا يحط من قدر الخاطبين .
ولقد ذكر المؤرخون ان من جملة من خطبها كان أبا جهل وأباسفيان وعقبة بن أبي معيط والصلت بن أبي يهاب وغيرهم من سادة القوم وعليتهم .
كما تقع المصادر نفسها في تشوش وتناقض شديدين بالنسبة للزوجين المزعومين . فبعض المصادر تسمي أحدهما أبا شهاب عمرو الكندي ، وتسميه اُخرى مالك بن النباش بن زرارة التميمي ، واُخرى تسميه هند بن النباش ، واُخرى تسميه النباش بن زرارة .
وأما من دعي بعتيق بن عائذ المخزومي ، وهو الزوج الثاني المفترض! ، فقد سمته بعض المصادر عتيق بن عابد التميمي([27]) إلى غيرذلك .
وهكذا تشرّق الادعاءات وتغرّب دون ضابطة صحيحة ولا اشارة منعلم !
ومن حقنا أن نتساءل : كيف يمكن للمصادر التاريخية أن توفق بين اصرار السيدة خديجة(عليها السلام) على رفض جميع من خطبها بما فيهم وجوه الناس وأشرافهم ، وبين زواجها من شخصين من دهماء الناس على التوالي لم تضبط الأخبار حتى اسماءهم ؟ !
ان هذا لشيء عجاب !
انك لا تكاد تقرأ مصدراً حديثاً ولا قديماً إلاّ وتجد الرفض القاطع الذي تبديه السيدة خديجة بنت خويلد لكل خاطب لها مهما اعطي من مال أو جاه ومكانة ، فكيف ترضى الاقتران بذين على ماهما عليه من مغمورية ، وقلة جاه ومكانة ؟
ولكي نتخطى سطح المشكلة ، ونواجه الواقع ، لابد من الاشارة إلى أن السيدة خديجة(عليها السلام) كانت لها أخت تسمى هالة([28]) تزوجت رجلاً من بني تميم أولدها ذكراً أسماه هندا .
وكان للتميمي زوجة أخرى أولدها بنتين احداهما زينب والاُخرى رقية ، ثم هلك الرجل ، فالتحق هند بعشيرته وأهله في البادية ، والتحقت هالة وزوجة التميمي الاُخرى والبنتان بالسيدة خديجة التي امتازت بمال وفير وطيب نفس ، فشملتهم جميعاً برعايتها .
وفي هذه الأيام تزوج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) من خديجة فصارت زينب ورقية تحت رعاية رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) والسيدة خديجة(عليها السلام) حتى نسبتا إليهما ، وهو أمر مألوف عند عرب ذلك الزمان([29]) وفق قاعدة التبني التي أبطلها القرآن الكريم بعد ذلك سنين في آية 4 من سورة الاحزاب.
وهكذا تكون قضية هالة بنت خويلد وقصة زواجها قد انسحبت على سيرة السيدة خديجة وحياتها بسبب ذلك التبني ، حتى بلغت الحال أن تشعبت بقصد وبغيرة لتكون زينب ورقية ابنتين لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله) كما يكون الرجل المخزومي الذي كان أول زوج لهالة بنت خويلد ثم زوجها الثاني التميمي قد نسبا إلى السيدة خديجة كزوجين لها قبل زواج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) منها .
وهكذا ، تقحم حياة هالة الزوجية ونتائجها على خديجة(عليها السلام)وحياتها الشخصية .
ومما يعزز صحة هذه الواقعة التاريخية الهامة التي سردناها ما ذكره ابن شهراشوب المازندراني ، حيث قال : روى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : ان النبي(صلى الله عليه وآله) تزوج بها وكانت عذراء([30]) .
هذا ، ومن الجدير ذكره ، ان المصادر التي اعتبرت زينباً ورقية بنتين للنبي(صلى الله عليه وآله) من السيدة خديجة ، قالت بولادتهما بعد البعثة ثم تقول ذات المصادر ، ان رقية التي كانت أصغر بنات النبي(صلى الله عليه وآله)([31]) قد تزوجت عثمان ابن عفان قبل الهجرة إلى الحبشة علماً بأن الهجرة المذكورة قد وقعت بعد البعثة بخمس سنين .
فهل تنسجم العقول مع هذه التقولات الساذجة([32]) التي تناقضت مع نفسها ومع الوقائع التاريخية ؟
خديجة والحياة الجديدة
1 ـ مقدمة تاريخية ضرورية :
قبل الحديث عن زواج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بالسيدة خديجة بنت خويلد(عليها السلام)لابد من التذكير ، ان هذا الموضوع قد تعرض إلى التشويه إلى حد كبير ، إمّا لعوامل سياسية تاريخية أو لعوامل الغيرة والحسد التي اتصفت بها بعض أزواج النبي(صلى الله عليه وآله) بصورة غير اعتيادية .
وأهم المواضيع التي نالها التزييف والتشويه هو : الادعاء بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان هو الزوج الثالث لخديجة ، بعد أن كانت قد تزوجت بأثنين من سائر الناس ، واحد بعد الآخر تسمي الروايات الموضوعة أحدهما بعتيق ابن عابد المخزومي ويدعى الآخر بأبي هالة هند بن زرارة بن نباش التميمي ، ثم عاشت بعد وفاة الثاني أيِّماً ، حتى خطبها رسوله الله(صلى الله عليه وآله) .
هكذا تصور الاخبار المنسوبة قصة ـ الحياة الاجتماعية ـ الزوجية لخديجة .
ونفس المصادر التي تروي قصة زواجها الأول والثاني تذكر بإصرار، أن خديجة عقيلة قريش كانت قد خطب ودها سادة القبائل وعظماء قريش ، ولكنها تعرض عنهم في كل مرة بإباء سمح ، وترغب عنهم مترفعة مع تواضع لا يحط من قدر الخاطبين .
ولقد ذكر المؤرخون ان من جملة من خطبها كان أبا جهل وأباسفيان وعقبة بن أبي معيط والصلت بن أبي يهاب وغيرهم من سادة القوم وعليتهم .
كما تقع المصادر نفسها في تشوش وتناقض شديدين بالنسبة للزوجين المزعومين . فبعض المصادر تسمي أحدهما أبا شهاب عمرو الكندي ، وتسميه اُخرى مالك بن النباش بن زرارة التميمي ، واُخرى تسميه هند بن النباش ، واُخرى تسميه النباش بن زرارة .
وأما من دعي بعتيق بن عائذ المخزومي ، وهو الزوج الثاني المفترض! ، فقد سمته بعض المصادر عتيق بن عابد التميمي([27]) إلى غيرذلك .
وهكذا تشرّق الادعاءات وتغرّب دون ضابطة صحيحة ولا اشارة منعلم !
ومن حقنا أن نتساءل : كيف يمكن للمصادر التاريخية أن توفق بين اصرار السيدة خديجة(عليها السلام) على رفض جميع من خطبها بما فيهم وجوه الناس وأشرافهم ، وبين زواجها من شخصين من دهماء الناس على التوالي لم تضبط الأخبار حتى اسماءهم ؟ !
ان هذا لشيء عجاب !
انك لا تكاد تقرأ مصدراً حديثاً ولا قديماً إلاّ وتجد الرفض القاطع الذي تبديه السيدة خديجة بنت خويلد لكل خاطب لها مهما اعطي من مال أو جاه ومكانة ، فكيف ترضى الاقتران بذين على ماهما عليه من مغمورية ، وقلة جاه ومكانة ؟
ولكي نتخطى سطح المشكلة ، ونواجه الواقع ، لابد من الاشارة إلى أن السيدة خديجة(عليها السلام) كانت لها أخت تسمى هالة([28]) تزوجت رجلاً من بني تميم أولدها ذكراً أسماه هندا .
وكان للتميمي زوجة أخرى أولدها بنتين احداهما زينب والاُخرى رقية ، ثم هلك الرجل ، فالتحق هند بعشيرته وأهله في البادية ، والتحقت هالة وزوجة التميمي الاُخرى والبنتان بالسيدة خديجة التي امتازت بمال وفير وطيب نفس ، فشملتهم جميعاً برعايتها .
وفي هذه الأيام تزوج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) من خديجة فصارت زينب ورقية تحت رعاية رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) والسيدة خديجة(عليها السلام) حتى نسبتا إليهما ، وهو أمر مألوف عند عرب ذلك الزمان([29]) وفق قاعدة التبني التي أبطلها القرآن الكريم بعد ذلك سنين في آية 4 من سورة الاحزاب.
وهكذا تكون قضية هالة بنت خويلد وقصة زواجها قد انسحبت على سيرة السيدة خديجة وحياتها بسبب ذلك التبني ، حتى بلغت الحال أن تشعبت بقصد وبغيرة لتكون زينب ورقية ابنتين لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله) كما يكون الرجل المخزومي الذي كان أول زوج لهالة بنت خويلد ثم زوجها الثاني التميمي قد نسبا إلى السيدة خديجة كزوجين لها قبل زواج رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) منها .
وهكذا ، تقحم حياة هالة الزوجية ونتائجها على خديجة(عليها السلام)وحياتها الشخصية .
ومما يعزز صحة هذه الواقعة التاريخية الهامة التي سردناها ما ذكره ابن شهراشوب المازندراني ، حيث قال : روى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : ان النبي(صلى الله عليه وآله) تزوج بها وكانت عذراء([30]) .
هذا ، ومن الجدير ذكره ، ان المصادر التي اعتبرت زينباً ورقية بنتين للنبي(صلى الله عليه وآله) من السيدة خديجة ، قالت بولادتهما بعد البعثة ثم تقول ذات المصادر ، ان رقية التي كانت أصغر بنات النبي(صلى الله عليه وآله)([31]) قد تزوجت عثمان ابن عفان قبل الهجرة إلى الحبشة علماً بأن الهجرة المذكورة قد وقعت بعد البعثة بخمس سنين .
فهل تنسجم العقول مع هذه التقولات الساذجة([32]) التي تناقضت مع نفسها ومع الوقائع التاريخية ؟
_____________________________________
([27]) لمعرفة التناقض راجع البحار 16 : 22 والصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي 1 : 121 ومابعدها، وفقه السيرة، محمد سعيد البوطي : 61. والاستغاثة، أبو القاسم الكوفي المتوفى عام 352 هـ ومابعدها.
([28]) انظر مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري طـ الكويت 2 : 204 حديث 1674.
([29]) تراجع هذه القضية في كتاب الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي المتوفى 352 هـ ص 82 ومابعدها.
([30]) راجع مناقب آل أبي طالب 1 : 159.
([31]) الاصابة 4 : 304.
([32]) للتفاصيل يراجع الشيخ محمد حسن آل ياسين، النبوة هامش ص 65 كما يراجع الاستغاثة : 80 ومابعدها والصحيح من سيرة النبي(ص)، السيد جعفر مرتضى العاملي 1 : 121 ومابعدها.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page