• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

35 - حديث عثمان نفسه

دخل المغيرة بن شعبة على عثمان رضي الله عنه وهو محصور فقال: يا أمير المؤمنين!
إن هؤلاء قد اجتمعوا عليك فإن أحببت فألحق بمكة؟ وإن أحببت أن نخرق لك بابا من الدار فتلحق بالشام؟ ففيها معاوية وأنصارك من أهل الشام، وإن أبيت فاخرج ونخرج وتحاكم القوم إلى الله فقال عثمان: أما ما ذكرت من الخروج إلى مكة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب هذه الأمة من الإنس والجن. فلن أكون ذلك الرجل إن شاء الله. الحديث.
وفي لفظ أحمد: يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا إياه.
وفي لفظ الخطيب: يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة فلن أكونه.
وفي لفظ الحلبي: إن ابن الزبير لما قال لعثمان رضي الله عنه وهو محاصر: إن عندي نجائب أعددتها لك فهل لك أن تنجو إلى مكة؟ فإنهم لا يستحلونك بها، قال له عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد رجل في الحرم من قريش أو بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا.
راجع مسند الحرم 1: 67، رجال إسناده كلهم ثقات، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 35، تاريخ الخطيب 14، 272، الرياض النضرة 2: 129، تاريخ ابن كثير 7: 210، مجمع الزوائد 7: 230 قال: ورواه أحمد ورجاله ثقات وله طرق، الصواعق ص 66، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 109، السيرة الحلبية 1: 188، تاريخ الخميس 2: 263، إزالة الخفا 2: 243.

* (الانسان على نفسه بصيرة) *
تعطينا هذه الرواية أن ثقة عثمان بانطباق ما ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرجل الملحد بمكة على نفسه من جراء ما علم أنه مرتكبه من الأعمال أشد وأكثر من ثقته بإيمانه بما رووه له من البشارة بالجنة في العشرة المبشرة إلى فضايل أخرى صنعتها له أيدي الولاء والمحبة، على أن هذه كلها نصوص فيه، وأما ما خشي انطباقه عليه فهو وارد في رجل مجهول استقرب الخليفة أن يكونه هو، فامتنع عن الانفلات إلى مكة وآثر عليه بقاءه في الحصار حتى أودي به، ولم يكن يعلم أنه يقتل بمكة لو خرج إليها، وعلى فرض قتله بها فمن ذا الذي أخبره أنه يكون هو ذلك الرجل؟
كيف يخاف عثمان أن يكون هو ذلك الرجل وقد اشترى الجنة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتين بيع الحق: حيث حفر بير رومة، وحيث جهز جيش العسرة؟ (1)
كيف يخاف عثمان وقد عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يقتل ويبعث يوم القيامة أميرا على كل مخذول، يغبطه أهل المشرق والمغرب، ويشفع في عدد ربيعة ومضر (2) كيف يخاف عثمان وقد سمع وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمته به بقوله: عليكم بالأمير وأصحابه. وأشار إلى عثمان؟.
كيف يخاف وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم عن شأنه في الجنة لما سئل: أفي الجنة برق؟ فقال: نعم والذي نفسي بيده إن عثمان ليتحول من منزل إلى منزل فتبرق له الجنة؟ (3).
كيف يخاف عثمان وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم بمشهد منه ومسمع: ليس من نبي إلا وله رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان رفيقي ومعي في الجنة؟ (4) كيف يخاف عثمان وقد قال له صلى الله عليه وآله وسلم معتنقا إياه: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
أو قال: هذا جليسي في الدنيا ووليي في الآخرة؟ (5).
كيف يخاف عثمان بعد ما جاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صعد المنبر فنزل حتى قال: عثمان في الجنة؟ (6).
نعم: للباحث أن يجيب بأن هذه كلها أباطيل وأكاذيب لا يصح شئ منها فما ذنب عثمان؟ وكيف لا يخاف والانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره؟.

قريض يؤكد ما سبق
ذكر البلاذري في الأنساب 5: 105 للأعور الشني بشر بن منقذ يكنى أبا منقذ أحد بني شن بن أقصى كان مع أمير المؤمنين يوم الجمل، ترجمه المرزباني في معجم الشعراء ص 39 قوله:

بكت عين من يبكي ابن عفان بعد ما * نفى ورق الفرقان كل مكان
ثوى تاركا للحق متبع الهوى * وأورث حربا حشها بطعان
برئت إلى الرحمان من دين نعثل * ودين ابن صخر أيها الرجلان

ويقال: ابن الغريرة النهشلي، ويقال: الحباب بن يزيد المجاشعي (7):

وقال علي بن الغدير المضرس الغنوي، ويقال: إهاب بن همام بن صعصعة المجاشعي،
لعمر أبيك فلا تكذبي * لقد ذهب الخير إلا قليلا
لقد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عفان شرا طويلا
أعاذل كل امرئ هالك * فسيري إلى الله سيرا جميلا

راجع الأنساب 5: 104، تاريخ الطبري 5: 152، الاستيعاب: 2: 480، تفسير ابن كثير 1: 143.
وأخرج نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 435 من رجز همام بن الأغفل يوم صفين قوله:

قد قرت العين من الفساق * ومن رؤس الكفر والنفاق
إذ ظهرت كتائب العراق * نحن قتلنا صاحب المراق
وقائد البغاة والشقاق * عثمان يوم الدار والاحراق (8)
لما لففنا ساقهم بساق * بالطعن والضرب مع العناق

وقال محمد بن أبي سبرة بن أبي زهير القرشي كما في كتاب صفين ص 436.

نحن قتلنا نعثلا بالسيرة * إذ صد عن أعلامنا المنيرة
يحكم بالجور على العشيره * نحن قتلنا قبله المغيره (9)
نالته أرماح لنا موتوره * إنا اناس ثابتو البصيره

وقال الفضل بن العباس مجيبا الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن أبيات له:

أتطلب ثأرا لست منه ولا له * وأين ابن ذكوان الصفوري من عمرو؟
كما اتصلت بنت الحمار بأمها * وتنسى أباها إذ تسامي أولي الفخر
ألا إن خير الناس بعد محمد * وصي النبي المصطفى عند ذي الذكر
وأول من صلى وصنو نبيه * وأول من أردى الغواة لدى بدر
فلو رأت الأنصار ظلم ابن عمكم * لكانوا له من ظلمه حاضري النصر
كفى ذاك عيبا أن يشيروا بقتله * وأن يسلموه للأحابيش من مصر

" تاريخ الطبري 5: 151 "

نادى عمرو بن العاص يوم صفين بأعلى صوته:

يا أيها الجند الصليب الإيمان * قوموا قياما واستعينوا الرحمن
إني أتاني خبر ذو ألوان (10) *: إن عليا قتل ابن عفان
ردا علينا شيخنا كما كان

فرد عليه أهل العراق وقالوا:

أبت سيوف مذحج وهمدان * بأن ترد نعثلا كما كان
خلقا جديدا مثل خلق الرحمن * ذلك شأن قد مضى وذا شان

ثم نادى عمرو بن العاص ثانية برفع صوته:

ردوا علينا شيخنا ثم بجل * أو لا تكونوا حرزا من الأسل (11)

فرد عليه أهل العراق:

كيف نرد نعثلا وقد قحل * نحن ضربنا رأسه حتى انجفل (12)
وأبدل الله به خير بدل * أعلم بالدين وأزكى بالعمل (13)

شد الأشتر مالك بن الحارث يوم صفين على محمد بن روضة وهو يقول:

لا يبعد الله سوى عثمانا * وأنزل الله بكم هوانا
ولا يسلي عنكم الأحزانا * مخالف قد خالف الرحمانا
نصرتموه عابدا شيطانا (14)
____________

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3: 107 وصححه غير ممعن نظره في إسناده وعقبه الذهبي بتضعيف عيسى بن المسيب من رجال إسناده وقال: ضعفه أبو داود وغيره.
(2) سيوافيك الحديث بإسناده ومتنه كملا.
(3) راجع الجزء الخامس من كتابنا هذا ص 313 ط 2.
(4) سيأتيك الحديث بإسناده وأنه باطل.
(5) سنوقفك في هذا الجزء على أنه باطل لا يصح.
(6) من أكاذيب جاء بها محب الطبري في رياضه 2: 104.
(7) في تاريخ ابن عساكر 3. 258: الحتات بن يزيد.
(8) إشارة إلى إحراق باب دار عثمان كما مر حديثه ويأتي
(9) هو المغيرة بن الأخنس المقتول يوم الدار مع عثمان كما يأتي حديثه.
(10) في كتاب نصر: فأشجان.
(11) في كتاب صفيين: جزرا من الأسل. الجزر: قطع اللحم تأكله السباع. الأسل: الرماح
(12) قحل: يبس فهو قاحل. انجفل: انقلب وسقط.
(13) كتاب صفين ص 256، 257، 454، شرح ابن أبي الحديد 1: 482، لسان العرب 14: 70، تاج العروس 8: 77.
(14) كتاب صفين ص 199، شرح ابن أبي الحديد 1: 330. حذف منها الشطرين الأخيرين.



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page