محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب (عليهم السلام)
قال هاني بن ثبيت الحضرمي : « إنّي لواقف عاشر عشرة لمّا صرع الحسين ; إذ نظرت إلى غلام من آل الحسين عليه إزار وقميص وفي اُذنيه درّتان وبيده عمود من تلك الأبنية، وهو مذعور يتلفّت يميناً وشمالاً، فأقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه وعلاه بالسيف فقتله، فلمّا عيب عليه كنّى عن نفسه وذلك الغلام هو محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، وكانت اُمّه تنظر إليه وهي مدهوشة »([1]) .
ولا تستغرب من أنّ الراوي الذي يروي قتل هذا الغلام وينسبه إلى رجل هو نفسه القاتل، إلاّ أنّ الخزي الذي استشعره والعار الذي ارتكبه من قتل الغلام أحرجه بالتصريح عن نفسه في قتله الغلام، بل يروي الرواية وينسبها إلى رجل، فتعساً لقوم شعروا بدنائة فعلهم، وخساسة عملهم حتّى يستحي أحدهم أن ينسب ما فعله إلى نفسه، وهل أعظم من هذا العار، وأخسُّ من هذه الفضيحة ؟ !
--------------------------------------------------------------------------------
[1]. مقتل الحسين (عليه السلام) / السيّد المقرّم : 280 .