• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأعمال في ايام رجب

الأعمال في ايام رجب 	  الأعمال في ايام رجب

كيفيّة النيّة فيمايصام من رجب و غيره من الأوقات المرضيّة
اعلم انّا كنّا ذكرنا في كتاب المضمار منتحرير النيّات للصيام ما فيه كفاية لذويالأفهام، و نقول هاهنا:
ان من شروط الصيام و المهامّ ان تكونذاكراً قبل دخولك في الصيام، انّ المنّةللّه جلّ جلاله عليك في استخدامك فيالشرائع و الأحكام و تأهيلك لما لم تكن لهأهلًا من الانعام و الإكرام و سعادةالدنيا و دار المقام.
فأنت تعرف من نفسك انّه لو استحضرك بعضالملوك المعظّمين، و شغلك بمهماته و كلامهيوما طول النّهار بين الحاضرين، سهّل عليكترك الطعام و الشراب في ذلك اليوم لأجله، واعتقدت انّ المنّة له عليك حيث أدخلك تحتظلّه و شملك بفضله، مع علمك انّ الملك ماخلقك و لا ربّاك، و لا خلق لك دنياك و لاأخراك، فلا يحلّ في العقل و النقل ان يكوناللّه جلّ جلاله دون أحد من عباده، و قدقام لك بما لم يقدر عليه غيره‏
من إسعاده و إرفاده.
و متى نقصت اللّه جلّ جلاله في صومك عمّانجده في خدمة الملك، من نشاطك و سرورك واهتمامك و اعتقاد المنّة له في إكرامك، والذّنب لك ان ضاع منك صوم نهارك، و تكونأنت قد هوّنت باللّه جلّ جلاله و عملت مايقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ماوهبك من مسارك و مبارك و طول اعمارك.
أقول: و ان اشتبه عليك صوم إخلاص النيّاتبصوم الرّياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدّةإشارات:
منها: ان تعرض على نفسك حضور الإفطار فيذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار،فإن وجدت نفسك تستحيي من مشاهدتهم لإفطاركبين الصُيّام، فاعلم انّ في صومك شبهةتريد بها التقرّب إلى قلوب الأنام.
و منها: ان تعتبر نفسك أيّما أسرّ لها وأحبّ إليها، ان يطلع اللّه جلّ جلاله وحدهعليها، أو تريد ان يعلم بها و يطّلع عليهامع اللّه تعالى سواه، ممّن يمدحها أوينفعها اطّلاعه في دنياه، فان وجدت نفسكتريد مع اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على صيامكمعرفة أحد غير اللّه تعالى بصومك ليزيد فيإكرامك، أو وجدت اطّلاع أحد على صومك احلىفي قلبك من اطّلاع ربك، فاعلم أنّ صومكسقيم و انّك عبد لئيم.
و منها: انّك تعتبر نفسك في صومها هل تجدهامع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لربالعالمين، و مع قلة الصائمين أو عدمهم هيأضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين، فانوجدتها تنشط للصّوم عند صومهم و تتكاسلعند إفطارهم، فاعلم أنّك تصوم طلبالموافقتهم و تبعا لارادتهم، و صومك سقيمبقدر اشتغالك بأتباعهم عن اتّباع مالكناصيتك و ناصيتهم.
و منها: ان تعتبر هل صومك لأجل مجردالثّواب أو لأجل مراد ربّ الأرباب، فإنوجدت نفسك لو لا الثّواب الّذي ورد فيالاخبار، و انّه يدفع إخطار النار، ماكنت‏
صمت، و لا تكلّفت الامتناع بالصوم منالطعام و الشراب و المسارّ، فأنت قد عزلتاللّه جلّ جلاله عن انّه يستحق الصوملامتثال أمره، و عن انّه جلّ جلاله أهلعبادة لعظيم قدره، و لو لا الرشوة والبرطيل ما عبدته و لا راعيت حقّ إحسانهالسّالف الجزيل، و لا حرمة مقامه الأعظمالجليل.
و منها: ان تعتبر صومك إذا كان لك سعة وثروة في طعام الفطور نشطت لسعته و طيبته، وإذا كان طعام فطورك يكفيك و لكنّه ما همبلحم و لا ألوان مختلفة في لذّته، فتكونغير نشيط في الصوم لعبادة اللّه جلّ جلالهبه و طاعته، فأنت انّما نشطت لأجل الطعام،فذلك النّشاط الزّائد لغير اللّه مالكالانعام شبهة في تمام الصيام.
و منها: ان تراعي عقلك و قلبك و جوارحك فيزمان الصيام، فتكون مستمرّ النيّةالخالصة الموصوفة بالتّمام، و مثالالعوارض المانعة من استمرار النيّاتكثيرة في العبادات:
و منها: ان تصوم بعض النهار بإخلاص النيّةثم يعرض لك طعام طيّب، أو زوجة قد تجمّلتلك و أنت تحبّها، أو سفر فيه نفع، أو ما جرىهذه الأمور الدنيويّة، يصير إتمام صيامذلك النهار عندك مستثقلًا ما تصدق متىتخلص منه و توعد عنه، و أنت تعلم انك لوخدمك غلامك، و هو مستثقل لخدمتك و مستثقلمن طاعتك، كان أقرب إلى طردك له و هجرانك وتغيّر إحسانك.
و منها: انّه إذا عرض لك من فضل الإفطار مايكون أرجح من صيام المندوب فلا تستحيي منمتابعة مراد علّام الغيوب، و أفطر بمقتضىمراده و لا تلتفت إلى من يأخذ ذلك عليك منعباده.
و مثال هذا ان تكون صائماً مندوباً فيدعوكأخ لك في اللّه جلّ جلاله إلى طعام قد دعاكإليه، فأجب داعي اللّه جلّ جلاله و امتثلأمر رسوله صلوات اللّه عليه و آله في ترجيحالإفطار على الصيام.
و مثال آخر ان تكون صائماً مندوبا فترىصومك في بعض النهار قد اضعفك عن بعض الفروضالواجبة أو ما هو أهم من صوم المندوب،فابدء بالأهمّ إلى ترك الصيام، و عظّم ماعظّم اللّه جلّ جلاله و صغّر من شريعةالإسلام، و لا تقل: انّ الّذين رأونيصائماً ما يعلمون عذري في الإفطار، يكونصومك في ذلك النهار لأجلهم رياء وكالعبادة لهم من الذنوب الكبار.
و منها: انّه متى عرض لك صارف عن استمرارالنيّة من الأمور الدنيويّة التي ليستعذرا صحيحا عند المراضي الإلهيّة، فبادرإلى استدراك هذا الخطر بالتوبة و الندم وإصلاح استمرار نيّة الإخلاص في الصيام والاستغاثة باللّه جلّ جلاله على القوّة والتّوفيق للتّمام، فإنّك متى أهملت تعجيلاستدراك الإصلاح، صارت تلك الأوقاتالمهملة سقماً في تلك العبادة المرضيّة.
أقول: و إذا عرض لك ما يحول بينك و بيناستمرار نيّتك، فتذكر انّ كلّما ينقلك عنطاعتك فإنّه كالعدو لك و لمولاك، فكيفتؤثر عدوك و عدوّه عليه، و سيّدك يراك، وإذا آثرت غيره عليه فمن يقوم لك بما تحتاجإليه في دنياك و أخراك.
أقول: و يكون نيّة صومك انك تعبد اللّه جلّجلاله به، لأنّه عزّ و جلّ أهل للعبادة،فهذا صوم أهل السعادة.
العمل لمن كان له عذرعن الصيام و قد جعل اللّه جلّ جلاله لهعوضاً في شريعة الإسلام‏
اعلم انّنا كنا قد ذكرنا و نذكر فضلاعظيماً لصوم شهر رجب، و ليس كلّ أحد يقدرعلى الصوم لكثرة اعذار الإنسان، و فيأصحاب الأعذار من يتمنّى عوضاً عن الصّومليغتنم أوقات الإمكان، فينبغي ان نذكر مايقوم مقام الصيام عند عدم التمكّن‏
منه، فانّ اللّه جلّ جلاله بالغ في تركيبالحجّة و طلب إقبال عباده عليه و صيانتهمعن الاعراض عنه.
و قد روينا في الاخبار عوضاً عن الصومالمندوب يحتمل ان يكون لأهل اليسار وعوضاً آخر يحتمل ان يكون عوضاً لأهلالاعتبار.
أقول: فامّا العوض الذي يحتمل ان يكونلأهل اليسار.
فقد رأينا و روينا بإسنادنا إلى محمد بنيعقوب الكليني و غيره عن الصادقين عليهمالسلام: انّ الصدقة على مسكين بمدّ منالطعام يقوم مقام يوم من مندوبات الصّيام.
و روي عوض عن يوم الصّوم درهم‏، و لعلّ التفاوت بحسب سعة اليسار و درجاتالاقتدار.
و سيأتي رواية في أواخر رجب انّه يتصدّقعن كل يوم منه برغيف عوضاً عن الصومالشريف، و لعله لأهل الإقتار تخفيفاًللتكليف.
أقول: و امّا ما يحتمل ان يكون عوضاً عنالصوم في رجب لأهل الإعسار.
فانّنا رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه انّه قال: و روى أبوسعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله: الّا انّ رجب شهر اللّه الأصم- وذكر فضل صيامه و ما لصيام أيّامه منالثواب- ثم قال في آخره: قيل: يا رسولاللّه، فمن لم يقدر على هذه الصفّة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يسبّح اللّه تعالىفي كلّ يوم من رجب إلى تمام ثلاثين بهذاالتسبيح مائة مرة:
سُبْحانَ الإِلهِ الْجَلِيلِ، سُبْحانَمَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الَّالَهُ، سُبْحانَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ،سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّةَ وَ هُوَلَهُ اهْلٌ.
أقول: فلا ينبغي للمؤمن الموسر أن يتركالاستظهار بإطعام مسكين عن كلّ يوم من‏
أيّام الصّيام المندوبات، و يقتصر علىهذه التسبيحات، بل يتصدّق و يسبّحاحتياطاً للعبادات.

 

الأعمال في ايام رجب 	  الأعمال في ايام رجب

كيفيّة النيّة فيمايصام من رجب و غيره من الأوقات المرضيّة
اعلم انّا كنّا ذكرنا في كتاب المضمار منتحرير النيّات للصيام ما فيه كفاية لذويالأفهام، و نقول هاهنا:
ان من شروط الصيام و المهامّ ان تكونذاكراً قبل دخولك في الصيام، انّ المنّةللّه جلّ جلاله عليك في استخدامك فيالشرائع و الأحكام و تأهيلك لما لم تكن لهأهلًا من الانعام و الإكرام و سعادةالدنيا و دار المقام.
فأنت تعرف من نفسك انّه لو استحضرك بعضالملوك المعظّمين، و شغلك بمهماته و كلامهيوما طول النّهار بين الحاضرين، سهّل عليكترك الطعام و الشراب في ذلك اليوم لأجله، واعتقدت انّ المنّة له عليك حيث أدخلك تحتظلّه و شملك بفضله، مع علمك انّ الملك ماخلقك و لا ربّاك، و لا خلق لك دنياك و لاأخراك، فلا يحلّ في العقل و النقل ان يكوناللّه جلّ جلاله دون أحد من عباده، و قدقام لك بما لم يقدر عليه غيره‏
من إسعاده و إرفاده.
و متى نقصت اللّه جلّ جلاله في صومك عمّانجده في خدمة الملك، من نشاطك و سرورك واهتمامك و اعتقاد المنّة له في إكرامك، والذّنب لك ان ضاع منك صوم نهارك، و تكونأنت قد هوّنت باللّه جلّ جلاله و عملت مايقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ماوهبك من مسارك و مبارك و طول اعمارك.
أقول: و ان اشتبه عليك صوم إخلاص النيّاتبصوم الرّياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدّةإشارات:
منها: ان تعرض على نفسك حضور الإفطار فيذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار،فإن وجدت نفسك تستحيي من مشاهدتهم لإفطاركبين الصُيّام، فاعلم انّ في صومك شبهةتريد بها التقرّب إلى قلوب الأنام.
و منها: ان تعتبر نفسك أيّما أسرّ لها وأحبّ إليها، ان يطلع اللّه جلّ جلاله وحدهعليها، أو تريد ان يعلم بها و يطّلع عليهامع اللّه تعالى سواه، ممّن يمدحها أوينفعها اطّلاعه في دنياه، فان وجدت نفسكتريد مع اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على صيامكمعرفة أحد غير اللّه تعالى بصومك ليزيد فيإكرامك، أو وجدت اطّلاع أحد على صومك احلىفي قلبك من اطّلاع ربك، فاعلم أنّ صومكسقيم و انّك عبد لئيم.
و منها: انّك تعتبر نفسك في صومها هل تجدهامع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لربالعالمين، و مع قلة الصائمين أو عدمهم هيأضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين، فانوجدتها تنشط للصّوم عند صومهم و تتكاسلعند إفطارهم، فاعلم أنّك تصوم طلبالموافقتهم و تبعا لارادتهم، و صومك سقيمبقدر اشتغالك بأتباعهم عن اتّباع مالكناصيتك و ناصيتهم.
و منها: ان تعتبر هل صومك لأجل مجردالثّواب أو لأجل مراد ربّ الأرباب، فإنوجدت نفسك لو لا الثّواب الّذي ورد فيالاخبار، و انّه يدفع إخطار النار، ماكنت‏
صمت، و لا تكلّفت الامتناع بالصوم منالطعام و الشراب و المسارّ، فأنت قد عزلتاللّه جلّ جلاله عن انّه يستحق الصوملامتثال أمره، و عن انّه جلّ جلاله أهلعبادة لعظيم قدره، و لو لا الرشوة والبرطيل ما عبدته و لا راعيت حقّ إحسانهالسّالف الجزيل، و لا حرمة مقامه الأعظمالجليل.
و منها: ان تعتبر صومك إذا كان لك سعة وثروة في طعام الفطور نشطت لسعته و طيبته، وإذا كان طعام فطورك يكفيك و لكنّه ما همبلحم و لا ألوان مختلفة في لذّته، فتكونغير نشيط في الصوم لعبادة اللّه جلّ جلالهبه و طاعته، فأنت انّما نشطت لأجل الطعام،فذلك النّشاط الزّائد لغير اللّه مالكالانعام شبهة في تمام الصيام.
و منها: ان تراعي عقلك و قلبك و جوارحك فيزمان الصيام، فتكون مستمرّ النيّةالخالصة الموصوفة بالتّمام، و مثالالعوارض المانعة من استمرار النيّاتكثيرة في العبادات:
و منها: ان تصوم بعض النهار بإخلاص النيّةثم يعرض لك طعام طيّب، أو زوجة قد تجمّلتلك و أنت تحبّها، أو سفر فيه نفع، أو ما جرىهذه الأمور الدنيويّة، يصير إتمام صيامذلك النهار عندك مستثقلًا ما تصدق متىتخلص منه و توعد عنه، و أنت تعلم انك لوخدمك غلامك، و هو مستثقل لخدمتك و مستثقلمن طاعتك، كان أقرب إلى طردك له و هجرانك وتغيّر إحسانك.
و منها: انّه إذا عرض لك من فضل الإفطار مايكون أرجح من صيام المندوب فلا تستحيي منمتابعة مراد علّام الغيوب، و أفطر بمقتضىمراده و لا تلتفت إلى من يأخذ ذلك عليك منعباده.
و مثال هذا ان تكون صائماً مندوباً فيدعوكأخ لك في اللّه جلّ جلاله إلى طعام قد دعاكإليه، فأجب داعي اللّه جلّ جلاله و امتثلأمر رسوله صلوات اللّه عليه و آله في ترجيحالإفطار على الصيام.
و مثال آخر ان تكون صائماً مندوبا فترىصومك في بعض النهار قد اضعفك عن بعض الفروضالواجبة أو ما هو أهم من صوم المندوب،فابدء بالأهمّ إلى ترك الصيام، و عظّم ماعظّم اللّه جلّ جلاله و صغّر من شريعةالإسلام، و لا تقل: انّ الّذين رأونيصائماً ما يعلمون عذري في الإفطار، يكونصومك في ذلك النهار لأجلهم رياء وكالعبادة لهم من الذنوب الكبار.
و منها: انّه متى عرض لك صارف عن استمرارالنيّة من الأمور الدنيويّة التي ليستعذرا صحيحا عند المراضي الإلهيّة، فبادرإلى استدراك هذا الخطر بالتوبة و الندم وإصلاح استمرار نيّة الإخلاص في الصيام والاستغاثة باللّه جلّ جلاله على القوّة والتّوفيق للتّمام، فإنّك متى أهملت تعجيلاستدراك الإصلاح، صارت تلك الأوقاتالمهملة سقماً في تلك العبادة المرضيّة.
أقول: و إذا عرض لك ما يحول بينك و بيناستمرار نيّتك، فتذكر انّ كلّما ينقلك عنطاعتك فإنّه كالعدو لك و لمولاك، فكيفتؤثر عدوك و عدوّه عليه، و سيّدك يراك، وإذا آثرت غيره عليه فمن يقوم لك بما تحتاجإليه في دنياك و أخراك.
أقول: و يكون نيّة صومك انك تعبد اللّه جلّجلاله به، لأنّه عزّ و جلّ أهل للعبادة،فهذا صوم أهل السعادة.
العمل لمن كان له عذرعن الصيام و قد جعل اللّه جلّ جلاله لهعوضاً في شريعة الإسلام‏
اعلم انّنا كنا قد ذكرنا و نذكر فضلاعظيماً لصوم شهر رجب، و ليس كلّ أحد يقدرعلى الصوم لكثرة اعذار الإنسان، و فيأصحاب الأعذار من يتمنّى عوضاً عن الصّومليغتنم أوقات الإمكان، فينبغي ان نذكر مايقوم مقام الصيام عند عدم التمكّن‏
منه، فانّ اللّه جلّ جلاله بالغ في تركيبالحجّة و طلب إقبال عباده عليه و صيانتهمعن الاعراض عنه.
و قد روينا في الاخبار عوضاً عن الصومالمندوب يحتمل ان يكون لأهل اليسار وعوضاً آخر يحتمل ان يكون عوضاً لأهلالاعتبار.
أقول: فامّا العوض الذي يحتمل ان يكونلأهل اليسار.
فقد رأينا و روينا بإسنادنا إلى محمد بنيعقوب الكليني و غيره عن الصادقين عليهمالسلام: انّ الصدقة على مسكين بمدّ منالطعام يقوم مقام يوم من مندوبات الصّيام.
و روي عوض عن يوم الصّوم درهم‏، و لعلّ التفاوت بحسب سعة اليسار و درجاتالاقتدار.
و سيأتي رواية في أواخر رجب انّه يتصدّقعن كل يوم منه برغيف عوضاً عن الصومالشريف، و لعله لأهل الإقتار تخفيفاًللتكليف.
أقول: و امّا ما يحتمل ان يكون عوضاً عنالصوم في رجب لأهل الإعسار.
فانّنا رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه انّه قال: و روى أبوسعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله: الّا انّ رجب شهر اللّه الأصم- وذكر فضل صيامه و ما لصيام أيّامه منالثواب- ثم قال في آخره: قيل: يا رسولاللّه، فمن لم يقدر على هذه الصفّة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يسبّح اللّه تعالىفي كلّ يوم من رجب إلى تمام ثلاثين بهذاالتسبيح مائة مرة:
سُبْحانَ الإِلهِ الْجَلِيلِ، سُبْحانَمَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الَّالَهُ، سُبْحانَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ،سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّةَ وَ هُوَلَهُ اهْلٌ.
أقول: فلا ينبغي للمؤمن الموسر أن يتركالاستظهار بإطعام مسكين عن كلّ يوم من‏
أيّام الصّيام المندوبات، و يقتصر علىهذه التسبيحات، بل يتصدّق و يسبّحاحتياطاً للعبادات.

 

صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب

عمل أوّل جمعة من شهررجب‏
اعلم انّ مقتضى الاحتياط للعبادة و طلبالظفر بالسّعادة، اقتضى ان نذكر عمل هذهاللّيلة الجمعة في أوّل ليلة من هذا الشهرالشريف، لجواز ان يكون أوّل ليلة منهالجمعة، فيكون قد احتطنا للتّكليف، و انلم يكن أوّله الجمعة، فيكون قد اذكرناك فيأوّل الشهر بها إلى حين حضور أوّل ليلةجمعة منه لتعمل بها.
وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويّا عنالنبي صلّى الله عليه وآله، و نقلته أنا منبعض كتب أصحابنا رحمهم اللّه، فقال فيجملة الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآلهفي ذكر فضل شهر رجب ما هذا لفظه: و لكن لاتغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّهاليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك انّه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك فيالسماوات و الأرض الّا يجتمعون في الكعبةو حواليها، و يطّلع اللّه عليهم اطلاعةفيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم،فيقولون: ربنا حاجتنا إليك ان تغفر لصوّامرجب، فيقول اللّه تبارك و تعالى: قد فعلتذلك.
ثم قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: مامن أحد صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب ثميصلّى بين العشاء و العتمة اثنتي عشرةركعة، يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، يقرءفي كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «إِنَّاأَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»ثلاث مرات، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»اثنتي عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته صلّىعليّ سبعين مرة، يقول: اللّهُمَّ صَلِ‏
عَلى‏ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّوَ عَلى‏ آلِهِ.
ثم يسجد و يقول في سجوده سبعين مرة:سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِوَ الرُّوحِ، ثم يرفع رأسه و يقول: رَبِّاغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجاوَزْ عَمَّاتَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّالاعْظَمُ.
ثمّ يسجد سجدة أخرى فيقول فيها مثل ما قالفي السجدة الأولى، ثم يسأل اللّه حاجته فيسجوده، فإنه تقضى ان شاء اللّه تعالى.
ثم قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذهالصلاة إلّا غفر اللّه له جميع ذنوبه، و لوكانت ذنوبه مثل زبد البحر و عدد الرّمل ووزن الجبال و عدد ورق الأشجار، و يشفع يومالقيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قداستوجب النار، فإذا كان أول ليلة نزولهإلى قبره بعث اللّه إليه ثواب هذه الصلاةفي أحسن صورة بوجه طلق و لسان ذلق، فيقول:يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول:من أنت فما رأيت أحسن وجهاً منك و لا شممترائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاةالّتي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهركذا في سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقّك وآنس وحدتك و ارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ فيالصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانّك لن تعدم الخير من مولاك ابداً.

صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب

صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب:
رواها عبد الرحمن بن محمّد بن عليّالحلوانيّ في كتاب التحفة، قال رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله: من صلّى فيرجب ستّين ركعة في كلِّ ليلة منه ركعتين،يقرأ في كلِّ ركعة منهما
فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرّات، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرّة.
فإذا سلّم منهما رفع يديه و قال:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ،النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَ آلِهِ.
و يمسح بيديه وجهه، فانّ اللَّه سبحانهيستجيب الدّعاء و يعطي ثواب ستّين حجّة وستّين عمرة.
أقول: وجدت في بعض كتب عمل رجب صلاة فيأوّل ليلة من الشهر، فرأيت أنّ ذكرها فيأوّل ليلة أليق بها لأنّها ليلة تحييبالعبادات فيحتاج إلى زيادة الطّاعات، ولأنّ الإنسان ما يدري إذا أخّر هذه الصلاةعن أوّل ليلة هل يتمكّن منها في غيرها أملا، و هذه الصلاة تروي عن سلمان رضي اللَّه عنهقال: قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله:من صلّى ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يقرأفي كلّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، غفر اللَّهتبارك و تعالى له كلّ ذنب عمل و سلف له منذنوبه، و كتب اللَّه تبارك و تعالى له بكلّركعة عبادة ستّين سنة، و أعطاه اللَّهتعالى بكلّ سورة قصراً من لؤلؤة فيالجنّة، و كتب اللَّه تعالى له من الأجركمن صام و صلّى و حجّ و اعتمر و جاهد في تلكالسّنة و كتب اللَّه تعالى له إلى السّنةالقابلة في كلّ يوم حجّة و عمرة، و لا يخرجمن صلاته حتّى يغفر اللَّه له.
فإذا فرغ من صلاته ناداه ملك من تحت العرش:استأنف العمل يا وليّ اللَّه فقد أعتقكاللَّه تعالى من النار، و كتبه اللَّهتعالى من المصلّين تلك السنة كلّها، و إنمات فيما بين ذلك مات شهيداً، و استجاباللَّه تعالى دعاءه، و قضى حوائجه، وأعطاه كتابه‏
بيمينه، و بيّض وجهه، و جعل اللّه بينه وبين النّار سبع خنادق.

ذكر صلاة أخرى في ليلة من رجب

ذكر صلاة أخرى في ليلة من رجب:
عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: من قرأفي ليلة من شهر رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرة في ركعتين، فكأنّها صاممائة سنة في سبيل اللّه، و أعطاه اللّهمائة قصر في جوار نبي من الأنبياء عليهمالسلام.
و اعلم انّ الّذي تجده في كتابنا هذا منفضل صلوات في ليالي رجب و ليالي شعبان وفضل صوم كل يوم من هذين الشهرين و تعظيمالثواب و الإحسان بكلّه مشروط بالإخلاص، ومن جملة إخلاص أهل الاختصاص الّا يكونقصدك بهذا العمل مجرد هذا الثواب بل تعبّدبه ربّ الأرباب، لأنّه أهل لعبادة ذويالألباب، و هذه عقبة صعبة تبعد السلامةمنها.
و منها: ان لا تعجبك نفسك بعمل و لا تتّكلعلى عملك، فإنّك إذا فكرت فيما عمل اللّهجلّ جلاله معك قبل ان يخلقك من عمارةالدّنيا لمصلحتك، و قد خلق آدم عليهالسلام إلى زمان عبادتك، و ما تحتاج انيعمله جلّ جلاله معك في دوام آخرتك، رأيتعملك لا محلّ له بالنسبة إلى عمله جلّجلاله معك.
و إذا وجدت في كتابنا انّ من عمل كذا فلهمثل عمل الأنبياء و الأوصياء و الشهداء والملائكة عليهم السلام، فلعلّ ذلك انّهيكون مثل عمل أحدهم، إذا عمل هذا الّذييعمله دون سائر أعمالهم، أو يكون له تأويلآخر على قدر ضعف حالك و قوّة حالهم.
فلا تطمع نفسك بما لا يليق بالإنصاف و لاتبلغ بها ما لا يصحّ لها من الأوصاف، و لاتستكثر اللّه جلّ جلاله شيئاً منالعبادات، فحقّه أعظم من ان يؤدّيه أحد، ولو بلغ غايات و يقع الطاعات لك دونه جلّجلاله في الحياة بعد الممات.

ذكر ما نورده من إجابة الدعاء في رجب

ذكر ما نورده من إجابة الدعاء في رجب:
نذكر الحديث مختصراً، و هو انّ رجلا مرّبرجل أعمى مقعد، فقال: اما كان هذا يسألاللّه تعالى العافية، فقيل له: اما تعرفهذا؟ هذا الذي بهّله بريق - و كان اسم- بريقعياضاً- فقال: ادع لي عياضاً، فدعاه، فقال:حدّثني حديث بني الضّيعاء، قال:
انّه حديث جاهليّة و انّه لا أردت لك به فيالإسلام، فقال: ذاك أحرى أن تحدّثنا، قال:انّ بني الضّيعاء كانوا عشرة و كانت أختهمتحتي، فأرادوا أن ينزعوها منّي، فنشدتهماللّه تعالى‏ و القرابة و الرحم، فأبواالّا ان ينزعوها منّي، فأمهلتهم حتّى دخلرجب مضر شهر اللّه الحرام، فقلت: اللهمأدعوك دعاءها جاهداً على بني الضيعاء،فاترك واحداً كسيراً الرّجل و دعه قاعداًأعمى ذا قيد، يعني القائد.
أقول: و رأيت في رواية أخرى عوض: اللّهم،يا رب.
قال: فهلكوا جميعاً ليس هذا، فقال: باللّهما رأيت كاليوم حديثاً أعجب، فقال رجل منالقوم: أ فلا أحدّثك بأعجب من هذا؟ قال:حدّث حتّى تسمع القوم.
قال: انّي كنت من حيّ من احياء العربفماتوا كلّهم، فأصبت مواريثهم، فانتجعتحيّاً من احياء العرب يقال لهم: بنو مؤمّل،كنت بهم زمانا طويلا، ثمّ انّهم أرادواأخذ مالي، فناشدتهم اللّه تعالى، فأبواالّا ان ينتزعوا مالي، و قد كان رجل منهميقال له: رباح، فقال يا بني مؤمل جاركم وخفيركم لا ينبغي لكم أخذ ماله، قال:
فأخذوا مالي، فأمهلتهم حتى دخل رجب مضرشهر اللّه الحرام، فقلت:
اللّهم أزلها عن بني المؤمل*** و ارم علىاقفائهم بمكتل‏
بصخرة أو عرض جيش جحفل*** الّا رباحاً انّهلم يفعل‏
أقول: و رأيت في رواية أخرى عوض: اللّهم،يا ربّ اشقاني بنو المؤمل فارم- ثم ذكرتمامها.
قال: فبينما هم يسيرون في أصل جبل أو فيسطح جبل إذ تداعى عليهم الجبل، فهلكواجميعاً الّا رباحاً، فإنه نجّاه اللّهتعالى، فقال: و اللّه ما رأيت كاليومحديثاً أعجب، فقال رجل من القوم: أ فلاأحدّثك بأعجب من ذلك؟ فقال: حدّث حتّى يسمعالقوم.
فقال: انّ أبي و عمّي ورثا أباهما، فأسرععمّي في الّذي له و بين مالي، فأراد بنوهان ينزعوا مالي، فناشدتهم اللّه تعالى والقرابة و الرّحم، فأبوا الّا ان ينزعوامالي، فأمهلتهم حتّى دخل رجب مضر شهراللّه الحرام فقلت:
اللّهم ربّ كلّ آمن و خائف*** و سامعاًنداء كل هاتف‏
انّ الخناعيّ أما يقاصف*** لم يعطني الحق ولم يناصف‏
فأجمع له الأحبّة الألاطف*** بين القرانِالسّوء و التراصف‏
قال: فبينما بنوه و هم عشرة في بئر، إذانهارت عليهم البئر و كانت قبورهم، فقال:
•    باللّه ما رأيت كاليوم حديثاً أعجب، فقالالقوم: أهل الجاهليّة كان اللّه يصنع بهمما ترى فأهل الإسلام أحرى بذلك، فقال: انّأهل الجاهليّة كان اللّه يصنع بهم ماتسمعون ليحجز بعضهم عن بعض، و انّ اللّهجعل الساعة موعد أهل الإسلام و السّاعةأدهى و أمرّ.
•    قال راوي هذا الحديث: هذه قصّة عجيبةمشهورة تروى من وجوه، و قال: معنى بهله أيلعنه، من قول اللّه «ثُمَّ نَبْتَهِلْفَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَىالْكاذِبِينَ».
•    أقول: و روي غير هذه الرّوايات، و انّمااقتصرنا على ما ذكرناه ليكون أنموذجاً فيبيان إجابة الدعوات.

زيارة مختصّة بشهررجب‏

زيارة مختصّة بشهررجب‏
اعلم انّ هذه الزّيارة التي يأتي ذكرصفتها ليست متعيّنة لأوّل ليلة من الشهر،و لكنّها متعيّنة للشهر كلّه، فنذكرها فيأوّل ليلة منه لأنّه أول وقتها، فلايؤخّرها عنه.
رويناها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رضي اللّه عنه فيما ذكره عن ابنعياش، قال: حدثني خير بن عبد اللّه، عنمولانا- يعني أبي القاسم الحسين بن روح رضياللّه عنه- قال: زُر أيّ المشاهد كنتبحضرتها في رجب تقول:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْهَدَنامَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ، وَاوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْوَجَبَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ وَ عَلى‏أَوْصِيائِهِ‏
الْحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَمااشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَانْجِزْلَنا مَوْعِدَهُمْ وَ أَوْرِدْنامَوْرِدَهُمْ، غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْوِرْدٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَ الْخُلْدِ.
وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ، انِّيقَصَدْتُكُمْ وَ اعْتَمَدْتُكُمْبِمَسْأَلَتِي وَ حاجَتِي، وَ هِيَفَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَالْمُقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ الْقَرارِمَعَ شِيعَتِكُمُ الأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْفَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ.
انَا سائِلُكُمْ وَ آمِلُكُمْ فِيماالَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَ عَلَيْكُمْالتَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُالْمَهِيضُ وَ يَشْفِي الْمَرِيضُ، وَ ماتَزْدادُ الأَرْحامُ وَ ما تَغِيضُ،انِّي لِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَ عَلَى اللَّهِبِكُمْ مُقْسِمٌ، فِي رَجْعِيبِحَوائِجِي وَ قَضائِها وَ امْضائِها وَانْجاحِها وَ إِبْراحِها، وَ بِشُؤُنِيلَدَيْكُمْ وَ صَلاحِها.
وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَمُوَدِّعٍ وَ لَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ،يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمُالْمَرْجَعَ وَ سَعْيُهُ الَيْكُمْغَيْرَ مُنْقَطِعٍ، وَ انْ يَرْجعَنِيمِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجَعٍ الى‏جِنابٍ مُمْرِعٍ وَ خَفْضِ عَيْشٍمُوَسَّعٍ، وَ دَعَةٍ وَ مَهَلٍ الى‏حِينِ الأَجَلِّ، وَ خَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الأَزَلِ وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَ دَوامِالأُكُلِ وَ شُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ، وعَلٍ وَ نَهَلٍ لا سَامٍمِنْهُ وَ لا مَلَلٍ.
وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ، حَتَّىالْعَوْدِ الى‏ حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ وَ الْحَشْرِفِي زُمْرَتِكُمْ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِوَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَ صَلَواتُهُوَ تَحِيَّاتُهُ، وَ هُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

 

يعمل بعد الثماني ركعات من نافلة الليل‏

يعمل بعد الثماني ركعات من نافلة الليل‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه في عمل أوّل ليلة من رجبفيما رواه عن عليّ بن حديد قال: كان أبوالحسن الأوّل عليه السلام يقول و هو
ساجد بعد فراغه من صلاة اللّيل:
لَكَ الْمَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ، لاصُنْعَ لِي وَ لا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍإِلّا بِكَ، يا كائِنَ قَبْلَ كُلِّشَيْ‏ءٍ، وَ يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْ‏ءٍإِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْعَدِيلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ مِنْشَرِّ الْمَرْجَعِ فِي الْقُبُورِ وَمِنَ النِّدامَةِ يَوْمَ الازِفَةِ،فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَعَيْشِي عَيْشَةً نَقِيَّةً، وَمَيْتَتِي مَيْتَةً سَوِيَّةً وَمُنْقَلِبي مُنْقَلَباً كَرِيماً،غَيْرَ مَخْزيٍ وَ لا فاضِحٍ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ» الْأَئِمَّةِ يَنابِيعِالْحِكْمَةِ، وَ اولِي النِّعْمَةِ، وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَ اعْصِمْنِيبِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَ لاتَأْخُذْنِي عَلى‏ غِرَّةٍ وَ لاغَفْلَةٍ، وَ لا تَجْعَلْ عَواقِبَأَعْمالِي حَسْرَةً، وَ ارْضَ عَنِّي،فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمِينَ وَأَنَا مِنَ الظّالِمِينَ.
اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما لا يَضُرُّكَوَ أَعْطِنِي ما لا يَنْقُصُكَ،فَإِنَّكَ الْوَسِيعُ رَحْمَتُهُالْبَدِيعُ حِكْمَتُهُ، وَ أَعْطِنِيالسَّعَةَ وَ الدَّعَةَ، وَ الْأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَ الْبُخُوعَ، وَ الشُّكْرَوَ الْمُعافاةَ، وَ التَّقْوى‏ وَالصَّبْرَ، وَ الصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى‏ أَوْلِيائِكَ، وَ الْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَ اعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّأَهْلِي وَ وَلَدِي وَ إِخْوانِي فِيكَ،وَ مَنْ احْبَبْتُ وَ أَحَبَّنِي، وَوَلَدْتُ وَ وَلَدَنِي، مِنَالْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ يارَبَّ الْعالَمِينَ.

يعمل بعد ركعةالوتر من نافلة الليل من رجب‏

يعمل بعد ركعةالوتر من نافلة الليل من رجب‏
رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطّوسي رحمه اللّه عليه في عمل أوّل ليلةمن‏
رجب أيضاً، فيما رواه عن ابن أشيم قال:صلِّ الوتر ثلاث ركعات، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا تَنْفَدُخَزائِنُهُ، وَ لا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّارْتَكَبْتُ الْمَعاصِي، فَذلِكَ ثِقَةٌبِكَرَمِكَ، أَنَّكَ تَقْبَلُالتَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَ تَعْفُوعَنْ سَيِّئاتِهِمْ وَ تَغْفِرُالزَّلَلَ، فَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَوَ مِنْهُ قَرِيبٌ، فَأَنَا تائِبٌإِلَيْكَ مِنَ الْخَطايا، وَ راغِبٌإِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَالْعَطايا.
يا خالِقَ الْبَرايا، يا مُنْقِذِي مِنْكُلِّ شَدِيدٍ، يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّمَحْذُورٍ، وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ،وَ اكْفِنِي شَرَّ عَواقِبِ الأُمُورِ،فَإِنَّكَ اللَّهُ، عَلى‏ نَعْمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَ لِكُلِّخَيْرٍ مَذْخُورٌ.
قال جدّي أبو جعفر الطّوسيّ رحمه اللّه: وروى ابن عيّاش عن محمّد بن أحمد الهاشميالمنصوري، عن أبيه، عن أبي موسى عن سيّدناأبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلامأنّه كان يدعو في هذه السّاعة به، فادعبهذا فإنّه خرج عن العسكري عليه السلام فيقول ابن عياش: يا نُورَ النُّورِ، يامُدَبِّرَ الأُمُورِ، يا مُجْرِيَالْبُحُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِيالْقُبُورِ، يا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِيالْمَذاهِبُ، وَ كَنْزِي حِينَتُعْجِزُنِي الْمَكاسِبُ، وَ مُونِسِيحِينَ تَجْفُونِي الْأَباعِدُ، وَتَمَلُّنِي الأَقارِبُ، وَ مُنَزِّهِيبِمُجالَسَةِ أَوْلِيائِهِ وَمُرافَقَةِ أَحِبّائِهِ فِي رِياضِهِ، وَساقِي بِمُؤانَسَتِهِ مِنْ نَمِيرِحِياضِهِ، وَ رافِعِي بِمُحاوَرَتِهِمِنْ وَرْطَةِ الذُّنُوبِ إِلى‏رَبْوَةِ التَّقْرِيبِ، وَ مُبَدِّلِيبِوِلايَتِهِ عِزَّةَ الْعَطايا مِنْذِلَّةِ الْخَطايا.
أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ بِالْفَجْرِ وَاللَّيالِي الْعَشْرِ وَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ،
وَ بِما جَرى‏ بِهِ قَلَمُ الْأَقْلامِبِغَيْرِ كَفٍّ وَ لا إِبْهامٍ، وَبِأَسْمائِكَ الْعِظامِ، وَ بِحُجُجِكَعَلى‏ جَمِيعِ الْأَنامِ عَلَيْهِمْمِنْكَ أَفْضَلُ السَّلامِ، وَ بِمااسْتَحْفَظْتَهُمْ مِنْ أَسْمائِكَالْكِرامِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ وَتَرْحَمَنا فِي شَهْرِنا هذا وَ مابَعْدَهُ مِنَ الشُّهُورِ وَ الأَيَّامِ،وَ انْ تُبَلِّغَنا شَهْرَ الصِّيامِ فِيعامِنا هذا وَ فِي كُلِّ عامٍ، يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ وَ الْمِنَنِالْجِسامِ، وَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِمِنّا افْضَلُ السَّلامِ.

 

عمل الليلة الثانيةمن رجب‏

عمل الليلة الثانيةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادات في الروايات عنالنبي صلّى الله عليه وآله: من صلّى فياللّيلة الثانية من رجب عشر ركعات بفاتحةالكتاب مرة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرة، غفر اللّه له كلّ ذنبصغير و كبير، و كتبه من المصلّين إلى السنةالمقبلة و برئ من النفاق كما قدّمناه فياللّيلة الأولة.

عمل الليلة الثالثةمن رجب‏

عمل الليلة الثالثةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادة مرويّاً عن سيّدنارسول اللّه صلّى الله عليه وآله في ذخائرالسعادة، قال: من صلّى في الليلة الثالثةمن رجب عشر ركعات، يقرء في كلّ ركعة فاتحةالكتاب مرة و «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِوَ الْفَتْحُ» خمس مرات، بنى اللّه لهقصراً في الجنّة، عرضه و طوله أوسع منالدنيا سبع مرّات، و نادى مناد من السماء:بشروا وليّ اللّه بالكرامة العظمى ومرافقة النبيين و الصدّيقين و الشهداء والصالحين.

عمل الليلة الرابعةمن رجب‏

عمل الليلة الرابعةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادات مرويّاً عنالنبيّ صلّى الله عليه وآله قال: من صلّىفي اللّيلة الرابعة من رجب مائة ركعةبالحمد مرة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالْفَلَقِ» مرّة، و في الثانية الحمد مرةو «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» مرة، وهكذا كل الركعات ينزل من كل سماء ملكيكتبون ثوابها له إلى يوم القيامة و جاء ووجهه مثل القمر ليلة البدر، و يعطيه كتابهبيمينه و يحاسبه حساباً يسيراً.

عمل الليلة الخامسة من رجب‏

عمل الليلة الخامسة من رجب‏
وجدنا ذلك في كتب الأسباب إلى رضاء مالكيوم الحساب مرويّاً عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: من صلّى في الليلة الخامسةمن رجب ستّ ركعات بالحمد مرّة و خمساً وعشرين مرة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»أعطاه اللّه ثواب أربعين نبيّاً و أربعينصدّيقاً و أربعين شهيداً، و يمرّ علىالصّراط كالبرق اللّامع على فرس من النور.

عمل اللّيلة السادسةمن رجب‏

عمل اللّيلة السادسةمن رجب‏
وجدنا ذلك فيما وقفنا عليه عن النبي صلواتاللّه عليه قال: و من صلّى في اللّيلةالسادسة من رجب ركعتين بالحمد مرة و آيةالكرسي سبع مرّات، ينادي مناد من السماء:يا عبد اللّه أنت وليّ اللّه حقّاً حقّاً،و لك بكلّ حرف قرأت في هذه الصلاة شفاعة منالمسلمين، و لك سبعون ألف حسنة، لكلّ حسنةعند اللّه أفضل من الجبال التي في الدنيا.

عمل الليلة الثامنةمن رجب‏

عمل الليلة الثامنةمن رجب‏
وجدنا ذلك في كتب الصلوات في الأوقاتالصالحات، مرويّاً عن النبي صلّى اللّه‏
عليه و آله قال: و من صلّى في الليلةالثامنة من رجب عشرين ركعة بالحمد مرة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و الفلق و الناسثلاث مرات، أعطاه اللّه ثواب الشاكرين والصابرين و رفع اسمه في الصديقين، و لهبكلّ حرف أجر كلّ صديق و شهيد و كأنّما ختمالقرآن في شهر رمضان، فإذا خرج من قبرهتلقّاه سبعون ملكاً يبشّرونه بالجنّة ويشيّعونه إليها.

عمل الليلة التاسعةمن رجب‏

عمل الليلة التاسعةمن رجب‏
وجدنا ذلك فيما يوجد أمثاله فيه ممّا يقربإلى إقبال اللّه جلّ جلاله و مراضيهمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآلهقال: و من صلّى في الليلة التاسعة ركعتينبالحمد مرة و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»خمس مرات، لا يقوم من مقامه حتى يغفر اللّهله و يعطيه ثواب مائة حجة و مائة عمرة وينزّل عليه ألف ألف رحمة و يؤمنه من النار،و ان مات إلى ثمانين يوماً مات شهيداً.

عمل الليلة العاشرة من رجب‏

عمل الليلة العاشرة من رجب‏
وجدنا ذلك في كتب أمثاله مما يدعو إلىالظفر برضا اللّه جلّ جلاله و إقباله،مرويّاً عن النّبيّ صلّى الله عليه وآلهقال: من صلّى في الليلة العاشرة من رجب بعدالمغرب اثنتي عشرة ركعة، بالحمد مرة وثلاث مرات «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»،يرفع اللّه له قصراً على عامود من ياقوتةحمراء، قالوا:
يا رسول اللّه و ما ذلك العمود؟ قال: مثلما بين المشرق و المغرب، و في ذلك العمودسبعمائة غرفة أوسع من الدنيا، و الغرفكلّها من ذهب و فضة و ياقوت و زبرجد، و فيذلك القصر بيوت بعدد نجوم السماء، و فيه مالا يقدر بشراً ان يصفه.

عمل الليلة الحاديةعشر من رجب‏

عمل الليلة الحاديةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في ديوان المراحم الواسعة والمكارم المتتابعة مرويّاً عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صلّى في الليلةالحادية عشر من رجب اثنتي عشرة ركعةبالحمد مرة و اثنتي عشرة مرة آية الكرسي،أعطاه اللّه ثواب من قرء التوراة والإنجيل و الزبور و الفرقان، و كل كتابأنزله اللّه تعالى على أنبيائه، و نادىمناد من العرش: استأنف العمل فقد غفر اللّهلك.

عمل اللّيلة الثانيةعشر من رجب‏

عمل اللّيلة الثانيةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في ذخائر التّوسّل بالأعمالإلى مالك الآمال و الإقبال، مرويّاً عنالنبي صلّى الله عليه وآله قال: من صلّى فيالليلة الثانية عشر من رجب ركعتين، بالحمدمرة و «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَإِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَكُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِوَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ، لا نُفَرِّقُبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُواسَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّناوَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُاللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ماكَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ،رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْأَخْطَأْنا، رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْعَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَىالَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَ لاتُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْناعَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ»، عشرمرات، أعطاه اللّه ثواب الآمرين بالمعروفو الناهين عن المنكر و ثواب عتق سبعين رقبةمن بني إسماعيل و يعطيه اللّه سبعين رحمة.

عمل اللّيلة الثالثةعشر و الليالي البيض من رجب و شعبان و شهررمضان‏

عمل اللّيلة الثالثةعشر و الليالي البيض من رجب و شعبان و شهررمضان‏
وجدنا ذلك في كتب نقل الآثار الدعاة إلىدار القرار، مرويّاً عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: و من صلى في الليلة الثالثةعشر من رجب عشر ركعات في الأولى بالحمد مرةو العاديات مرة، و في الثانية بالحمد مرّةو «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ» مرة و الباقيكذلك، غفر اللّه له ذنوبه و ان كان عاقّاًلوالديه رضي اللّه سبحانه عنه، و انمنكراً و نكيراً لا يقربانه و لا يروعانه،و يمرّ على الصراط كالبرق الخاطف، و يعطيكتابه بيمينه و يثقّل ميزانه و أعطى فيجنّة الفردوس ألف مدينة.

في اللّيالي البيض

و امّا ما نذكره في اللّيالي البيض:
فهو إسناده من كتاب محمد بن علي الطرازي فقالما هذا لفظه: أخبرهم أبو الحسين أحمد بنأحمد بن سعيد الكاتب رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،قال: حدثنا محمد بن علي القياني، قال: سمعتجدي، يقول: سمعت أحمد بن أبي العيفاء،يقول:
قال جعفر بن محمد صلوات اللّه عليه: أعطيتهذه الأمّة ثلاث أشهر لم يعطها أحد منالأمم، رجب و شعبان و شهر رمضان، و ثلاثليال لم يعط أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة و ليلة خمس عشرة من كل شهر،و أعطيت هذه الأمة ثلاث سور لم يعطها أحدمن الأمم: يس و «تَبارَكَ الْمُلْكُ» و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، فمن جمع بينهذه الثلاث فقد جمع أفضل ما أعطيت هذهالأمّة.
فقيل: و كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال:يصلّي كل ليلة من ليالي البيض من هذهالثلاثة الأشهر، في الليلة الثالثة عشرركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور، و في الليلة الرابعة عشراربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحةالكتاب، و هذه الثلاث سور، و في الليلةالخامسة عشر ستّ ركعات، يقرء في كل ركعةفاتحة الكتاب و هذه الثلاث سور، فيجوز فضلهذه الأشهر الثلاثة و يغفر له كلّ ذنب سوىالشرك.
عمل اللّيلة الرابعةعشر من رجب، غير ما ذكرناه‏
وجدنا ذلك في أوراق صحائف الدلالة علىالسّباق مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في الليلة الرابعة عشرمن رجب ثلاثين ركعة بالحمد مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مرة، و آخر الكهف«قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْيُوحى‏ إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌواحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَرَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِأَحَداً»، و الذي نفسي بيده لو كانت ذنوبهأكثر من نجوم السماء لم يخرج من صلاته الّاو هو طاهر مطهّر، و كأنّما قرء كل كتابأنزله اللّه تعالى.

دعاءأمّ داود شرّفها اللّه بالعنايات منالآيات الظاهرات‏

دعاءأمّ داود شرّفها اللّه بالعنايات منالآيات الظاهرات‏
اعلم انّ هذه الحكاية المشهورة والضّراعة المبرورة قد اشتملت على عدّةآيات و معجزات و كرامات و عنايات:
فمن الآيات: ما ظهر من سرعة الإجابة علىبساط الإنابة، فهو في حكم الآية الباهرةلقدرة اللّه جلّ جلاله القاهرة و المعجزةلمحمد صلّى الله عليه وآله و تصديقرسالته‏
الطاهرة.
و من المعجزات: أن سرعة إجابتها على مراهامن حاجتها فيه تصديق للقرآن الشريف بإجابةالداعي إذا دعاه و تصديق رسول اللّه صلواتاللّه عليه و آله الّذي أتى به القرآن ودعاه و رعاه.
و من المعجزات: تعريف الصادق عن اللّه جلّجلاله بأسرار الدعاء المشار إليه قبلإظهار إسراره و تصديق اللّه جلّ جلاله بماتفضّل به سبحانه من مبارّه و مسارّه.
و من العنايات بجدّنا داود و أمّه جدّتنارضوان اللّه جلّ جلاله عليهما و ظهورتوفيقهما و العناية بنا بطريقهما، تعريفجدنا داود و هو بالعراق جواب دعاء والدتهبالمدينة الشريفة في سرعة تلك الأوقاتاللطيفة.
و من العنايات بها: انّ هذا السرّ الإلهيالمودع في هذا الاستفتاح كان مصونا عندأهل الفلاح، حتّى وجد مولانا الصادق عليهالسلام و أودّعه أمّنا أمّ داود رضواناللّه عليها و عليه، و وجدها أهلًا لا يذاعهذا السرّ لصدرها و برهاناً على رفع قدرهاو آية في صلاح أمرها و جبر كسرها.
و من العنايات بها: انّ اللّه جلّ جلالهجعل جدّتنا أمّ داود أهلًا أن يظهر آياتهعلى يديها و ينسب معجزات رسوله صلّى اللهعليه وآله إليها.
و من العنايات بها: ان أمّ موسى عليهالسلام خصّها اللّه جلّ جلاله بالوحيإليها و وقفها من سلامة ولدها و الشفقةعليه و عليها، و قال جلّ جلاله «إِنْكادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْرَبَطْنا عَلى‏ قَلْبِها»، و ما كانت لماألقته في البحر قد علمت انّه حصل ولدها فييد الأعداء بل في وديعة ربها، و أمّ داودلم تكن ممّن يحصل لها الانس بالوحي إليها ولا الثّقة
بسلامة ولدها و إعادته عليها، و ربط اللّهجلّ جلاله على قلبها عند ظفر الأعداءبولدها و هو واحدها و قطعة كبدها.
أقول: و أمّ موسى عليه السلام أفضل من أمّداود في غير هذه العنايات و أبلغ فيالسعادات لتخصيص اللّه جلّ جلاله بالوحيإليها و لقبولها و إلقاء ولدها إلى هولالبحر بيديها، و لأجل ولادتها لموسى عليهالسلام العظيم الشّأن و صيانتها لاسراراللّه تعالى في السّرّ و الإعلان.
و من العنايات بها: انّها لم يتشبّث فيتخليص ولدها العزيز عليها بأهل الدنياالمعظمين، و لا بالذّلّ للملوك والسلاطين، و قنعت باللّه ربّ العالمين.
و من العنايات بولدها و بها: قول مولاناعلي عليه السلام عن جدّنا داود في المنامانّه ولده.
و من العنايات به و بها: انّه قد كان معجدّنا داود جماعة في الحبس من قومه صالحينفاختصّه بهذه الشّفاعة من دونهم أجمعين.
و من العنايات بها: قول النبي صلّى اللهعليه وآله لولدها: يا بن العجوزة الصالحة،و هذه شهادة منه صلوات اللّه عليه لهابالصلاح و سعادة صريحة واضحة راجحة، و ماقال عليه السلام بعد وفاته فهو كما قال فيحياته و من العنايات بها: ما رآها فيالمنام عقيب الدعاء بغير إهمال من صورةالملائكة و الأنبياء و الأولياء و منبشّرها منهم بإجابة الدعاء و الابتهال علىوجه ما عرفت انّه جرى لغيرها مثله عند مثلتلك الحال.
و من العنايات بها: انّ ابتداء ظهور هذهالسنة الحسنة بطريقها يقتضي انّ كلّ منعمل بها و سلك سبيل توفيقها ثواب عمله فيميزانها و رافعاً عن علوّ شأنها.
و من العنايات بها: انّ كلّ حاجة انقضتبهذه الدعوات مع استمرار الأوقات،
فإنّها من جملة الآيات للّه جلّ جلاله والمعجزات لرسوله صلوات اللّه عليه والكرامات للصادقين عليهم أفضل الصلوات،فنور هذه المنيعة باق مع بقاء العاملينبها و الموفقين لها.
و من العنايات بها: انّه قد ظهر أدعية وسنن مأثورة على يد أمم كثيرة و ذوي هممصغيرة و كبيرة، و مع ذلك فلم يستمرّالاهتمام بالعمل بها و القبول لها كمااستمرّ العمل بهذا الدعاء على اختلافالأوقات إلى هذه الغايات.
و من العنايات بها: ان الملوك الّذينأطفئوا أَنواراً كثيرة من الأسرار والأخيار، لم يمكنهم اللّه جلّ جلاله منإطفاء أسرار هذا الدعاء و وفّق له من ينقلهو يعمل به و لا يخاف كثرة الأعداء.
و روي ان يوم خامس عشر من رجب، خرج رسولاللّه صلّى الله عليه وآله من الشعب، و انّيوم خامس عشر من رجب عقد رسول اللّه صلّىالله عليه وآله لمولانا علي عليه السلامعلى مولاتنا فاطمة الزهراء عليه و عليهمالسلام عقد النكاح باذن اللّه جلّ جلاله.
و في هذا اليوم حوّلت القبلة من جهة بيتالمقدس إلى الكعبة و النّاس في صلاة العصرإلى البيت الحرام.

عمل الليلة السادسةعشر من رجب‏

عمل الليلة السادسةعشر من رجب‏
وجدناه في مواطن كثيرة التوفيق و الترغيبفي طاعة المالك الشفيق، مرويّاً عن النّبيصلّى الله عليه وآله قال: و من صلّى فياللّيلة السادسة عشر من شهر رجب ثلاثينركعة بالحمد و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات، لم يخرج من صلاته حتى يعطى ثوابسبعين شهيداً و يجي‏ء يوم القيامة و نورهيضي‏ء لأهل الجمع كما بين مكة و المدينة،و أعطاه اللّه براءة من النار

عمل الليلة السابعةعشر من رجب‏

عمل الليلة السابعةعشر من رجب‏
وجدناه في طرق المراحم و موافق المكارم،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى في اللّيلة السابعة عشر من رجبثلاثين ركعة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، لم يخرج منصلاته حتى يعطى ثواب سبعين شهيداً و يجي‏ءيوم القيامة و نوره يضي‏ء لأهل الجمع كمابين مكّة و المدينة، و أعطاه اللّه براءةمن النار و براءة من النفاق و يرفع عنهعذاب القبر.

عمل اللّيلة الثامنةعشر من رجب‏

عمل اللّيلة الثامنةعشر من رجب‏
وجدناه على طبق الضيافة و موائد الرحمة والرّأفة، مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الثامنةعشر من رجب ركعتين بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» و الفلق و الناس عشراًعشراً، فإذا فرغ من صلاته قال اللّهلملائكته: لو كانت ذنوب هذا أكثر من ذنوبالعشّارين لغفرتها له بهذه الصلاة، و جعلاللّه بينه و بين النار ستّة خنادق، بينكلّ خندق مثل ما بين السماء و الأرض.

عمل الليلة التاسعةعشر من رجب‏

عمل الليلة التاسعةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في مذخور أوراق السرور،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله انهقال: و من صلّى في الليلة التاسعة عشر منرجب اربع ركعات بالحمد مرة و آية الكرسيخمس عشرة مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» خمس عشرة مرة، أعطاه اللّه منالثواب مثل ما أعطى موسى عليه السلام و كانله بكل حرف ثواب شهيد، و يبعث اللّه سبحانهإليه مع الملائكة ثلاث بشارات: الأولى لايفضحه في الموقف، الثّانية لا يحاسبه، والثّالثة ادخل الجنّة بغير حساب، و إذاوقف بين يدي اللّه تعالى يسلّم اللّهتعالى عليه و يقول له:
يا عبدي لا تخف و لا تحزن فانّي عنك راض والجنّة لك مباحة.

عمل الليلة العشرين من رجب‏

عمل الليلة العشرين من رجب‏
وجدناه في صدف جواهر اليوم الآخر، مرويّاعن النبي صلّى الله عليه وآله قال و من صلّى ليلة العشرين من رجب ركعتينبالحمد مرة و خمس مرات «إِنَّاأَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»،يعطيه اللّه ثواب إبراهيم و موسى و يحيى وعيسى عليهم السلام، و من صلّى هذه الصلاةلا يصيبه شي‏ء من الجنّ و الإنس و ينظراللّه إليه بعين رحمته.

عمل اللّيلة الحاديةو العشرين من رجب

عمل اللّيلة الحاديةو العشرين من رجب‏
وجدناه في شجر ثمر الإقبال بالأعمالمرويّا عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى في الليلة الحادية و العشرين منرجب ستّ ركعات بالحمد مرة و سورة الكوثرعشر مرات و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات، يأمر اللّه الملائكة الكرامالكاتبين الّا يكتبوا عليه سيئة إلى سنة،و يكتبون له الحسنات إلى ان يحول عليهالحول، و الذي نفسي بيده و الذي بعثنيبالحقّ نبيّا انّ من يحبّني و يحبّ اللّهفصلّى بهذه الصلاة، و ان كان يعجز عنالقيام فيصلّي قاعدا فانّ اللّه يباهي بهملائكته و يقول: انّي قد غفرت له.

عمل الليلة الثانيةو العشرين من رجب‏

عمل الليلة الثانيةو العشرين من رجب‏
وجدناه في كتب فتح الأبواب إلى دار الثوابمرويّا عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى الليلة الثانية و العشرين من رجبثماني ركعات بالحمد مرة و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» سبع مرات، فإذافرغ من الصلاة صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله عشر مرات و استغفر اللّه عزّ وجلّ عشر مرات، فإذا فعل ذلك لم يخرج منالدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة، و يكونموته على الإسلام و يكون له أجر سبعيننبيّا.

عمل اللّيلة الثالثةو العشرين من رجب‏

عمل اللّيلة الثالثةو العشرين من رجب‏
وجدناه في مناهل الجود الدّالة على مالكالوجود، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله فقال: و من صلّى في الليلة الثالثة والعشرين من رجب ركعتين بالحمد مرة و سورة والضّحى خمس مرّات، أعطاه اللّه بكل حرف وبكل كافر و كافرة درجة في الجنّة و أعطاهاللّه ثواب سبعين حجّة و ثواب من شيّع ألفجنازة و ثواب من عاد ألف مريض و ثواب من قضىألف حاجة لمسلم.

عمل الليلة الرابعةو العشرين من رجب‏

عمل الليلة الرابعةو العشرين من رجب‏
وجدناه في شرائع المسارّ و بضائع دارالقرار، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الرابعة والعشرين من رجب أربعين ركعة بالحمد مرة و«آمَنَ الرَّسُولُ» مرة و سورة الإخلاصمرة كتب اللّه تعالى له ألف حسنة و محي عنهألف سيّئة و رفع ألف درجة و ينزل من السماءألف ملك رافعي أيديهم يصلّون عليه و يرزقهاللّه تعالى السلامة في الدنيا و الآخرة وكأنّما أدرك ليلة القدر.

عمل الليلة الخامسةو العشرين من رجب‏

عمل الليلة الخامسةو العشرين من رجب‏
وجدناه في سفر المسير إلى دار الرضا و خلعالعفو عمّا مضى، مرويّاً عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صلّى في اللّيلةالخامسة و العشرين من رجب عشرين ركعة بينالمغرب و العشاء الآخرة بالحمد مرة و«آمَنَ الرَّسُولُ» مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرة، حفظه اللّه في نفسهو أهله و دينه و ماله و دنياه و آخرته و لايقوم من مقامه حتّى يغفر له.

عمل الليلة السادسةو العشرين من رجب‏

عمل الليلة السادسةو العشرين من رجب‏
وجدناه في طرق التشريف بالتكليف مرويّاعن النبي صلّى الله عليه وآله قال: و منصلّى في اللّيلة السادسة و العشرين من رجباثنتي عشرة ركعة بالحمد و أربعين مرة- و فيرواية أربع مرات- «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ»، صافحته الملائكة، و من صافحتهالملائكة أمن من الوقوف على الصراط والحساب و الميزان، و يبعث اللّه إليهسبعين ملكا يستغفرون له و يكتبون ثوابه ويهلّلون لصاحبه، و كلّما تحرك عن مكانهيقولون: اللهم اغفر لهذا العبد، حتى يصبح.

عمل ليلة سبع و عشرين من رجب‏

عمل ليلة سبع و عشرين من رجب‏
اعلم ان من أفضل الأعمال فيها زيارةمولانا علي أمير المؤمنين عليه السلامفيزار فيها زيارة رجب أو بغيرها ممّاأشرنا إليه و من عمل هذه اللّيلة ممّارويناه عن الثقات في عدة روايات:
منها: ما رواه محمد بن علي الطرازي فقال في كتابهما هذا لفظه: عدّة من أصحابنا
قالوا: حدثنا القاضي عبد الباقي بن قانعبن مروان، قال، حدثني مروان، قال: حدثنيمحمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا محمد بنعفير العنبيّ، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام.
و حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّهرحمه اللّه إملاءً ببغداد، قال: حدثناجعفر بن علي بن سهل بن فروخ أبو الفضلالدقاق، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زكرياالغلابي، عن العباس بن بكار، عن محمد بنعفير الضّبيّ، عمن حدثه عن أبي جعفرالثاني عليه السلام.
و أخبرنا محمد بن وهبان، قال: حدّثنا محمدبن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام قال: قال: انّ في رجب ليلة هي خيرللناس مما طلعت عليه الشمس و هي ليلة سبع وعشرين منه، نبّئ رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله في صبيحتها، و انّ للعامل فيهاأصلحك اللّه من شيعتنا مثل أجر عمل ستّينسنة، قيل: و ما العمل فيها؟ قال: إذا صلّيتالعشاء الآخرة و أخذت مضجعك ثم استيقظتأيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أوبعده، صلّيت اثني عشر ركعة باثنتي عشرسورة من خفاف المفصّل من بعد يس إلى الحمد.
فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم وقرأت الحمد سبعاً، و المعوذتين سبعاً، و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» سبعاً، و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» سبعاً،و «إِنَّا أَنْزَلْناهُ» سبعا، و آيةالكرسي سبعا، و قلت بعد ذلك من الدعاء:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً وَ لَمْيَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّوَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً، اللَّهُمَّانِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّعَلى‏ أَرْكانِ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهى‏الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَ بِاسْمِكَالاعْظَمِ الاعْظَمِ الاعْظَمِ، وَبِذِكْرِكَ الأَعْلى الأَعْلى الأَعْلى،وَ بِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الَّتِيتَمَّتْ صِدْقاً وَ عَدْلًا انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَفْعَلَ بِي ما انْتَاهْلُهُ.
و ادع بما شئت فإنك لا تدعو بشي‏ء إلّاأجبت، ما لم تدع بمأثم أو قطيعة رحم أو
هلاك قوم مؤمنين و تصبح صائما و انهيستحبّ لك صومه فإنه يعادل صوم سنة.
صلاة أخرى في ليلةسبع و عشرين من رجب‏
رويناها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي فيما رواه عن صالح بن عقبة عن أبيالحسن عليه السلام انّه قال: صلّ ليلة سبعو عشرين من رجب أيّ وقت شئت من الليل اثنتيعشر ركعة، و تقرء في كلّ ركعة الحمد والمعوذتين و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»أربع مرات، فإذا فرغت قلت و أنت في مكانكاربع مرات: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ، ثم ادع بما شئت.

صلاة أخرى ليلةسبع و عشرين من رجب

صلاة أخرى ليلةسبع و عشرين من رجب‏
وجدناها في مواطن الاجتهاد في الظفربسعادة المعاد، مرويّا عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: من صلّى في الليلة السابعةو العشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ» عشر مرات، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النّبيّ صلّى اللهعليه وآله مائة مرة، و استغفر اللّه تعالىمائة مرة، كتب اللّه سبحانه و تعالى لهثواب عبادة الملائكة.
أقول: و قد تقدّمت روايتنا في ليلة النصفمن رجب عن حريز بن عبد اللّه عن‏
الصادق عليه السلام باثنتي عشرة ركعة علىالوصف الّذي ذكرناه.
ذكر محمد بن علي الطرازي انّها تصلّى ليلةسبع و عشرين من رجب أيضا، و قال:
فإذا فرغت قرأت و أنت جالس الحمد اربعمرات، و سورة الفلق أربعا و الإخلاصأربعا، ثم قل: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لااشْرِكُ بِهِ شَيْئاً اربع مرات، ثم ادعبما تريده.

تعظيم اليوم السابع و العشرين من رجب بالمعقول‏

تعظيم اليوم السابع و العشرين من رجب بالمعقول‏
اعلم انّ الرحمة التي نشرت على العباد وبشّرت بسعادة الدنيا و المعاد بالاذن لسيدالمرسلين صلّى الله عليه وآله و على ذريتهالطاهرين، في انّ يظهر رسالته عن ربالعالمين إلى الخلائق أجمعين، كانتالسعادة بإشراق شموسها و تعظيمها وتقديمها على قدر ما أحيى اللّه جلّ جلالهبنبوّته من موات الألباب و أظهر بقدسرسالته من الآداب و فتح بهدايته منالأبواب إلى الصواب.
و ذلك مقام يعجز عن بيانه منطق اللسان والقلم و الكتاب، و لا تحصيه الخواطر و لاتطّلع على معانيه البصائر، و لا تعرف لهعددا، «قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداًلِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُقَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً.» و أنتإذا أنصفت علمت انّ الأمم كانت تائهة فيالضّلال و قد أحاط بهم استحقاق الاستئصال،و قد كانت اليهود في قيود ضلالها لمخالفةموسى عليه السلام، و النصارى هالكة بسوءمقالها في عيسى عليه السلام، و العرب و منتابعها سالكة سبيل الدواب و الانعام وفاقدة لفوائد الأحلام بعبادة الأصنام، وبحر الغضب من اللّه جلّ جلاله قد أشرف علىأرواح أهل العدوان، و أمواج العطب قدأحاطت بنفوس ذوي الطّغيان، و نيران العذابقد تعلّقت بالرقاب و سعت إلى الفتكبالأجساد، و رسل الانتقام قد أشمتت بأهلالإلحاد و العناد و قلوب الأعداء والحسّاد و أهل الضلال ذوو
عيون غير ناظرة و عقول غير حاضرة و قلوبغير باصرة و جوارح غير ناضرة، و قد خذل بعضبعضاً بلسان الحال من شدّة تلك الأهوال.
فبعث محمّداً صلّى الله عليه وآله من مجلسالغضب و المقت و العذاب و انكاله إلى الأممالمتعرّضة بتعجيل العقاب و استيصاله، و هوواحد في العيان منفرد عن الاخوان والأعوان، يريد مقاتلة جميع من في الوجودمن أهل الجحود، برأي قد احتوى على مسالكالآراء و استوى على ممالك الأقوياء، وجنان قد خضع له إمكان الابطال، و بيان قدخشع له لسان أهل المقال و الفعال، و نور قدرجعت جيوش الظلمات به مكسورة و رءوسالجهالات بلهبه مقهورة، و قدم قد مشى علىالرءوس و النفوس و هم قد حكمت بإزالة الضررو النحوس.
فسرى نسيم ارج ذلك التمكين و التلقين، وروّج حياة ذلك السبق للأولين و الآخرين،في اليوم السابع و العشرين من رجب بالعجب وشرف المنقلب، فاستنشقه عقول كانت هامدة أوبائدة، و استيقظت به قلوب كانت راقدة، وجرى شراب العافية بكأس آرائه العالية فيأماكن أسقام الأنام فطردها و أحاط بجيوشالنّحوس فشرّدها، و تهدّد نفوس العقولالمتهجّمة على العقول فأبعدها، حتّىالّفها بعد الافتراق في الآفاق و عطفهاعلى الوفاق و الاتّفاق و أجلسها على بساطالوداد و الاتّحاد و حماها عن مهاويالهلكة و الفساد.
فما ظنّك بمن هذا بعض أوصافه، و من ذا يقدرعلى شرح ما شرّفه اللّه جلّ جلاله به منألطافه، و بأيّ بيان أو لسان أو جنان يقدرعلى وصف مواهبه و اسعافه، و لقد دعوناالعقل إلى الكشف فذهل، فدعونا القلب إلىالوصف فوجل، فدعونا اللسان إلى البيانفاستقال، فدعونا القلم إلى الإمكان فذلّ وتزلزل و زال، فدعونا الجوارح جارحة بعدجارحة فشردت عنّا هاربة و نازحة.
فاستسلمنا لما يدلّ عليه لسان الحال منكمال ذلك الإقبال و استعنّا بصاحب القوّةالمعظمة لذاته ان يعرّفنا قدر ذلك اليومالسّعيد و جسيم هباته و صلاته، و انيعلّمنا كيفيّة الشكر على ما عجزنا عنوصفه، و يلهمنا كشف ما أقررنا بالقصور عنكشفه، و يقبل بنا على ما يريد من القبول وتعظيم المرسل و الرسول.
تعظيم اليوم السابع و العشرين من رجب بالمنقول‏
روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بنبابويه بإسناده في أماليه إلى الصادق عليهالسلام قال: و من صام يوم سبعة و عشرين منرجب كتب اللّه له أجر صيام سبعين سنة.
و روى ذلك أيضا جعفر بن محمد الدوريستيبإسناده في كتاب الحسني إلى علي بنالنعمان، عن عبد اللّه بن طلحة، عن جعفر بنمحمد عليهما السلام قال: صيام يوم سبعة وعشرين من رجب يعدل عند اللّه صيام سبعينسنة.
و ممّا رويناه في تعظيم صوم هذا اليومبإسنادنا إلى شيخنا المفيد رحمه اللّهفيما ذكره في التواريخ الشرعيّة من نسخةقد كتبت في حياته عند ذكر رجب فقال ما هذالفظه:
و في اليوم السابع و العشرين منه كان مبعثالنبي صلّى الله عليه وآله، و من صامه كتباللّه له صيام ستّين سنة.
أقول: و ينبّه على تعظيم هذا اليوم مارويناه في ليلة أنّها خير للنّاس مما طلعتعليه الشمس، فإذا كانت اللّيلة الّتيجاورته بلغت إلى هذا التعظيم فكيف يكوناليوم الذي هو سبب في تعظيمها عند أهلالصراط المستقيم.
و روينا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسيرضي اللّه عنه فيما رواه عن الحسن بن راشدقال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: غيرهذه الأعياد شي‏ء؟ قال: نعم أشرفها وأكملها، اليوم الذي بعث فيه رسول اللّهصلّى الله عليه وآله، قال: قلت: فأيّ يومهو؟
قال: ان الأيام تدور و هو يوم السّبت لسبعو عشرين من رجب، قال: قلت: فما نفعل فيه؟قال: تصوم و تكثر الصلاة على محمد و آلهعليهم السلام.
و ذكر الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و في أماليه عن النبيصلّى الله عليه وآله فقال: و من صام من رجبسبعة و عشرين يوماً أوسع اللّه عليه القبرمسيرة أربعمائة عام، و ملأ جميع ذلك مسكاًو عنبراً.
تأويل من روى ان صوميوم مبعث النبي صلّى الله عليه وآله بعدلثوابه ستّين شهراً
اعلم انّ تعظيم يوم مبعث النبي صلّى اللهعليه وآله أعظم من ان يحيط به الإنسانبمقالة ثواب الصائمين لهذا اليوم العظيم،فامّا من ذكر انّ صومه بستّين شهراًفيحتمل ان يكون معناه ان صومه يعدل ثواب مايعمل الإنسان في الستّين شهراً من جميعطاعاته، و ذلك عظيم لا يعلم تفصيله الّااللّه العالم لذاته و لم يقل في الحديثانّه يعدل صوم ستين شهرا.
و يحتمل أيضا إذا حملناه ان يعدل ثواب صومستّين شهراً، ان يكون مقدار ثواب الصائمينلهذا اليوم العظيم قدراً على ما يبلغه كلّصائم له من الطريق التي يعرف بها فضله، فانالمطيعين لربّ العالمين و لسيد المرسلينيتضاعف أعمالهم بحسب تفاضلهم في اليقين وإخلاص المتّقين و المراقبين، فيكونالثواب الضعيف في التّعريف ستّين شهراًلقصوره عن معرفة قدر هذا الثواب الشريف.
و ينبّه على ذلك ما ذكره جعفر بن محمد الدوريستي في كتابالحسني بإسناده قال:
قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام:لا تدع صوم سبعة و عشرين من رجب فإنه اليومالذي أنزلت فيه النبوة على محمد صلّى اللهعليه وآله و ثوابه مثل ستّين شهرا
لكم.
أقول: و في قوله عليه السلام: مثل ستّينشهراً لكم، إشارة و احتمال لما ذكرناه منتأويل هذا المقال.
و ذكر أبو جعفر محمد بن بابويه في كتابالمرشد، و هو كتاب حسن، ما هذا لفظه:
و في سبعة و عشرين نزلت النبوة على النبيصلّى الله عليه وآله و ثوابه كفارة ستّينشهراً، هذا لفظه: نزلت النبوّة.
غسل و صلاة و عمل فياليوم السابع و العشرين من رجب‏
اعلم انّ الغسل في هذا اليوم الشريف منشريف التكليف.
و من عمل هذا اليوم زيارة مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، و قد روينا في أوّلليلة من رجب زيارة عامّة في الشهر كلّه،فيزار مولانا علي عليه السلام بها أوبغيرها ممّا ذكرناه في كتاب مصباح الزائر،فقد ذكرنا فيه زيارة تختصّ بهذا اليوم وعظيم فضله.
و امّا الصلوات فيه:
فذكر شيخنا المفيد في الرسالة العزيّةصلاة يوم المبعث و قال: انها تصلّي صدرالنهار، و قال الشيخ سلمان بن الحسن فيكتاب البداية عند ذكر صلاة يوم المبعثانّها تصلّى قبل الزوال.
فأحببت أن يكون عند العامل بذلك معرفةبهذه الحال، و سيأتي في رواية ابن يعقوبالكليني انّه يصلّيها أيّ وقت شاء، يعنيمن يوم المبعث.
و نحن نذكر منها عدة روايات و ان اتّفقت فيعدد الركعات فإنّها تختلف في بعضالمرادات.
فمن ذلك ما رواه محمد بن علي الطرازي رحمهاللّه في كتابه فقال: صلاة يوم سبعة وعشرين من رجب، و هو اليوم الذي بعث فيهسيّدنا رسول اللّه صلّى الله عليه وآله،أبو
العباس أحمد بن علي بن نوح رضي اللّه عنه‏ قال: حدثني أبو أحمد المحسن بن عبد الحكمالسنجري، و كتبته من أصل كتابه، قال فينسخته: نسخت من كتاب أبي نصر جعفر بن محمدبن الحسن بن الهيثم، و ذكر انه خرج من جهةأبي القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه،ان الصلاة يوم سبعة و عشرين من رجب اثنتاعشرة ركعة، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتابو ما تيسّر من السّور و يسلّم و يجلس و يقولبين كل ركعتين:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْلَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُتَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي، يا وَلِيِّي فِينِعْمَتِي، يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي، يامُجِيبِي فِي حاجَتِي، يا حافِظِي فِيغَيْبَتِي، يا كالِئِي فِي وَحْدَتِي، ياانْسِي فِي وَحْشَتِي.
أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِي، فَلَكَالْحَمْدُ، وَ انْتَ الْمُقِيلُعَثْرَتِي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَ انْتَالْمُنَفِّسُ صَرْعَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي، وَاقِلْنِي عَثْرَتِي، وَ اصْفَحْ عَنْجُرْمِي وَ تَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِيأَصْحابِ الْجَنَّةِ، وَعْدَ الصِّدْقِالَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ.
فإذا فرغت من الصلاة و الدعاء قرأت الحمدو «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و المعوذتين و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِالْقَدْرِ» و آية الكرسي سبعا سبعاً، ثمتقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُبِهِ شَيْئاً، سبع مرات، ثم ادع بما أحببت.
و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى الشيخمحمد بن يعقوب الكليني رضي اللّه عنهبإسناده في كتاب الصلاة إلى الصادق عليهالسلام فقال ما هذا لفظه: قال: و قال أبوعبد اللّه عليه السلام: يوم سبعة و عشرينمن رجب نبّئ فيه رسول اللّه صلّى الله عليهوآله، من صلّى فيه أيّ وقت شاء اثني عشرركعة، يقرء في كلّ ركعة بأمّ الكتاب و يس،فإذا فرغ جلس مكانه ثم قرأ أمّ القرآن اربعمرات، فإذا فرغ و هو في مكانه قال: لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سُبْحانَ اللَّهِوَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّابِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- اربعمرات، ثم يقول: اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُبِهِ شَيْئاً، اربع مرات، ثم تدعو، فإنكلا تدعو
بشي‏ء الّا استجيب لك في كلّ حاجة، الّاان تدعو في جائحة قوم أو قطيعة رحم.
أقول: و ينبغي ان تزور سيّدنا رسول اللّه ومولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام فييوم المبعث بالزيارتين اللّتين ذكرناهمالهما عليهما السلام في عمل اليوم السابععشر من ربيع الأول من هذا الجزء.
أقول: و من الصلاة في اليوم السابع والعشرين من رجب الموافقة لبعض الروايات فيشي‏ء من المرادات و المفارقة لها في بعضالصفات، ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رضي اللّه عنه بإسناده إلى الريانبن الصلت قال: صام أبو جعفر الثاني عليهالسلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع و عشرين منه، و صام جميع حشمه وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرةركعة، يقرء في كلّ ركعة بالحمد و سورة،فإذا فرغت قرأت الحمد أربعا و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» و المعوّذتين أربعا وقلت:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِوَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّابِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ-أربعاً، اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِشَيْئاً- أربعاً، لا اشْرِكُ بِرَبِّيأَحَداً- أربعاً.
و من ذلك ما رويناه أيضا بإسنادنا إلى جدّيأبي جعفر الطوسي رضي اللّه عنه بإسنادهإلى أبي القاسم بن روح رحمة اللّه عليهقال: تصلّي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعةتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و ما تيسّرمن
السور و تتشهّد و تسلّم و تجلس و تقولبين كل ركعتين:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْلَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذلِّ وَ كَبِّرْهُتَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي،وَ يا صاحِبِي فِي شِدَّتِي،
وَ يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، وَ ياغِياثِي فِي رَغْبَتِي، يا نَجاتِي فِيحاجَتِي، يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي، ياكالِئِي فِي وَحْدَتِي، يا انْسِي فِيوَحْشَتِي.
أَنْتَ السَّائِرُ عَوْرَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، وَ أَنْتَ الْمُقِيلُعَثْرَتِي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَ أَنْتَالْمُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ آمِنْرَوْعَتِي، وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي، وَ تَجاوَزْ عَنْسَيِّئاتِي، فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِوَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوايُوعَدُونَ.
فإذا فرغت من الصلاة و الدعاء قرأت الحمدو الإخلاص و المعوّذتين و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و «إِنَّاأَنْزَلْناهُ» و آية الكرسي سبع مرات ثمتقول: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ لاحَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ-سبع مرات، ثم تقول سبع مرات: اللَّهُاللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً،و تدعو بما أحببت.
أقول: و هذه الرّواية مناسبة لما سلف وانّما بعض التعقيب مؤتلف و مختلف:
و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رحمهاللّه من كتاب المقنعة فقال: باب صلاة يومالمبعث، و هو اليوم السابع و العشرون منرجب، بعث اللّه عزّ و جلّ فيه نبيّه محمداصلّى الله عليه وآله فعظّمه و شرّفه و قسّمفيه جزيل الثواب و آمن فيه من عظيم العقاب،فورد عن آل الرسول صلّى الله عليه وآله وعليهم انّه من صلّى فيه اثنتي عشرة ركعة،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و سورة يس،فإذا فرغ منها جلس في مكانه، ثم قرأ أمّالكتاب اربع مرّات و سورة الإخلاص والمعوّذتين، كلّ واحدة منهنّ اربع مرّات،ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- اربع مرات، ثمقال: سُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُلِلَّهِ وَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ اللَّهُرَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً- اربعمرات، ثم يدعو، فلا يدعو بشي‏ء الّااستجيب له الّا ان يدعو في جائحة قوم أوقطيعة رحم.
و ذكر شيخنا المفيد في كتاب التواريخالشرعية مثل هذه الصّلاة على السّواء،الّا انّه قال في آخرها: فإذا فرغ من هذهالصلاة قرء في عقيبها فاتحة الكتاب ثلاثمرات و المعوّذات الثلاث اربع مرات، و قال:سُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِوَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ- اربع مرات، و قال: اللَّهُاللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً-اربع مرّات، ثم دعا، استجيب له في كلّ مايدعو به الّا ان يدعو بجائحة قوم أو قطيعةرحم، و هو يوم شريف عظيم البركة، و يستحبّفيه الصدقة و التطوّع بالخيرات و إدخالالسرور على أهل الإيمان، و يستحبّ ان يدعوفي هذا اليوم، و هو يوم مبعث النبي صلّىالله عليه وآله بهذا الدعاء.
و رواه محمد بن علي الطرازي بإسناده إلىأبي علي بن إسماعيل بن يسار قال:
لمّا حمل موسى عليه السلام إلى بغداد، وكان ذلك في رجب سنة تسع و سبعين و مائة دعابهذا الدّعاء، و هو من مذخور أدعية رجب، وكان ذلك يوم السابع و العشرين منه يومالمبعث صلّى اللّه على المبعوث فيه و آله وسلم، و هو هذا:
يا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَ ضَمِنَ نَفْسَهُالْعَفْوَ وَ التَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفى‏وَ تَجاوَزَ، اعْفُ عَنِّي وَ تَجاوَزْ ياكَرِيمُ، اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَكْدَىالطَّلَبُ وَ اعْيَتِ الْحِيلَةُ وَالْمَذْهَبُ وَ دَرَسَتِ الآمالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلَّا مِنْكَوَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَالْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةٌ، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَمُتْرَعَةٌ، وَ أَبْوابَ الدُّعاءِلِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةٌ، وَالاسْتِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَمُباحَةٌ.
وَ اعْلَمُ انَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِإِجابَةٍ وَ لِلصّارِخِ الَيْكَبِمَرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَ انَّ فِي‏
اللَّهْفِ الى‏ جُودِكَ وَ الضَّمانِبِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِالْباخِلِينَ، وَ مَنْدُوحَةً عَمّا فِيايْدِي الْمُسْتَأْثِرِينَ، وَ أَنَّكَلا تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا انْتَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ انَّ افْضَلَ زادِالرَّاحِلِ الَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍيَخْتارُكَ بِها، وَ قَدْ ناجاكَبِعَزْمِ الإِرادَةِ قَلْبِي.
وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَبِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ، أَوْصارِخٌ الَيْكَ اغَثْتَ صَرْخَتَهُ، اوْمَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَكَرْبَهُ، اوْ مُذْنِبٌ خاطِئُ غَفَرْتَلَهُ، اوْ مُعافٍ اتْمَمْتَ نِعْمَتَكَعَلَيْهِ، اوْ فَقِيرٌ اهْدَيْتَ غِناكَإِلَيْهِ، وَ لِتِلْكَ الدَّعْوَةِعَلَيْكَ حَقٌّ وَ عِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ،الَّا صَلَّيْتَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ قَضَيْتَ حَوائِجِيحَوائِجَ الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ.
وَ هذا رَجَبُ الْمُرَجَّبُالْمُكَرَّمُ الَّذِي أَكْرَمْتَنابِهِ، أَوَّلُ اشْهُرِ الْحُرُمِ،أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ،يا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ،فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَ بِاسْمِكَالاعْظَمِ الاعْظَمِ الاعْظَمِالْأَجَلِّ الاكْرَمِ الَّذِيخَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَفَلا يَخْرُجُ مِنْكَ الى‏ غَيْرِكَ، انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ اهْلِبَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَ تَجْعَلَنامِنَ الْعامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ وَ اهْدِنا الى‏ سَواءِالسَّبِيلِ وَ اجْعَلْ مَقِيلَناعِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّظَلِيلٍ، فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَ نِعْمَالْوَكِيلُ، وَ السَّلامُ عَلى‏عِبادِهِ الْمُصْطَفَيْنَ وَ صَلاتُهُعَلَيْهِمْ اجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِيفَضَّلْتَهُ وَ بِكَرامَتِكَجَلَّلْتَهُ وَ بِالْمَنْزِلِالْعَظِيمِ الأَعْلَى انْزَلْتَهُ،صَلِّ عَلى‏ مَنْ فِيهِ الى‏ عِبادِكَارْسَلْتَهُ وَ بِالْمَحَلِّ الْكَرِيمِاحْلَلْتَهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةًدائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَ لَناذُخْراً، وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ‏
أَمْرِنا يُسْراً، وَ اخْتِمْ لَنابِالسَّعادَةِ الى‏ مُنْتَهى‏ آجالِنا،وَ قَدْ قَبِلْتَ الْيَسِيرَ مِنْأَعْمالِنا وَ بَلِّغْنا بِرَحْمَتِكَافْضَلَ آمالِنا انَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ صَلَّى اللَّهُعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
و من الدعوات التي نذكرها في اليوم السابعو العشرين من رجب:
اللَّهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَبِالنَّجْلِ الاعْظَمِ فِي هذَاالْيَوْمِ مِنَ الشَّهْرِ الْمُعَظَّمِوَ الْمُرْسَلِ الْمُكَرَّمِ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَغْفِرَ لَنا ما انْتَبِهِ مِنّا اعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا يَعْلَمُ، اللَّهُمَّ وَ بارِكْ لَنافِي يَوْمِنا هذا الَّذِي بِشَرَفِالرِّسالَةِ فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ اجْلَلْتَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الشَّرِيفِ احْلَلْتَهُ.
اللَّهُمَّ فَانَّا نَسْأَلُكَبِالْمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَ السَّيِّدِاللَّطِيفِ وَ الْعُنْصُرِ الْعَفِيفِانْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ،وَ انْ تَجْعَلَ أَعْمالَنا فِي هذَاالْيَوْمِ وَ فِي سائِرِ الْأَيَّامِمَقْبُولَةً وَ ذُنُوبَنا مَغْفُورَةً،وَ قُلُوبَنا بِحُسْنِ الْقَبُولِمَسْرُورَةً، وَ أَرْزاقَنا بِالْيُسْرِمَدْرُورَةً.
اللَّهُمَّ انَّكَ تَرى‏ وَ لا تُرى‏ وَانْتَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى وَ أَنَّالَيْكَ الرُّجْعى‏ وَ الْمُنْتَهى‏، وَلَكَ الْمَماتُ وَ الْمَحْيا، وَ انَّلَكَ الاخِرَةُ وَ الأُولى، اللَّهُمَّإِنَّا نَعُوذُ بِكَ انْ نَذِلَّ وَنَخْزى‏ وَ انْ نَأْتِيَ ما عَنْهُتَنْهى‏.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَالْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ نَسْتَعِيذُبِكَ مِنَ النَّارِ، فَأَعِذْنا مِنْهابِقُدْرَتِكَ، وَ نَسْأَلُكَ مِنَالْحُورِ الْعِينِ، فَارْزُقْنابِعِزَّتِكَ، وَ اجْعَلْ اوْسَعَأَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا، وَاحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِآجالِنا، وَ اطِلْ فِي طاعَتِكَ وَ مايُقَرِّبُ الَيْكَ وَ يُحْظِي عِنْدَكَ،وَ يُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا، وَاحْسِنْ فِي جَمِيعِ أَحْوالِنا
وَ أُمُورِنا مَعْرِفَتَنا، وَ لاتَكِلْنا الى‏ احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِحَوائِجِنا لِلدُّنْيا وَ الاخِرَةِ وَابْدَأْ بِآبائِنا وَ أُمَّهاتِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا الْمُؤْمِنِينَ فِيجَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لَانْفُسِنا ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ انّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالْعَظِيمِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِيمِ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَغْفِرَ لَناالذَّنْبَ الْعَظِيمَ، انَّهُ لايَغْفِرُ الْعَظِيمَ الَّا الْعَظِيمُ.
اللَّهُمَّ وَ هذا رَجَبُ الْمُكَرَّمُالَّذِي أَكْرَمْتَنا بِهِ أَوَّلُاشْهُرِ الْحُرُمِ، أَكْرَمْتَنا بِهِمِنْ بَيْنِ الأُممِ فَلَكَ الْحَمْدُ ياذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ، اللَّهُمَّفَانَّا نَسْأَلُكَ بِهِ وَ بِاسْمِكَالْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الأَجَلِّالاكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُفَاسْتَقَرَّ فِي مُلْكِكَ فَلا يَخْرُجُمِنْكَ الى‏ غَيْرِكَ، فَأَسْأَلُكَ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ اهْلِبَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَ انْتَجْعَلَنا فِيهِ مِنَ الْعامِلِينَبِطاعَتِكَ وَ الامِنِينَ فِيهِبِرِعايَتِكَ.
اللَّهُمَّ اهْدِنا الى‏ سِواءِالسَّبِيلِ وَ اجْعَلْ مَقِيلَناعِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظلٍّظَلِيلٍ وَ مُلْكٍ جَزِيلٍ، فَإِنَّكَحَسْبُنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ،اللَّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَمُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْناوَ لا ضالِّينَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَالرَّاحِمِينَ.
ثم اسجد و قل:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانِيلِمَعْرِفَتِهِ، وَ خَصَّنِيبِوِلايَتِهِ، وَ وَفَّقَنِيلِطاعَتِهِ، شُكْراً شُكْراً- مائة مرة.
و اسأل حاجتك و ادع بما تشاء.
ينبغي ان يكون المسلمون عليهفي مبعث النبي صلّى الله عليه وآله إليهم ومعرفة مقدار المنة عليهم‏
اعلم انّنا قد أشرنا فيما قدّمنا إشارةلطيفة انّنا لا نقدر على وصف المنّة علينابهذه‏
الرّسالة الشريفة، و لكنّا مكلّفون بمانقدر عليه من تعظيم قدرها و الاعترافبإحسانها و برّها، فنضرب لذلك بعضالأمثال، ففيه تنبيه على تعظيم هذه الحال،فنقول:
لو كان المسلمون قد أصيب كلّ منهم بنحوخطر الكفر الّذي كانوا عليه، فمنهم فريققد ألقى في النار و هي توقد عليه، و فريق قدافتضح بالعار و نودي عليه، و فريق فيمطمورة غضب اللّه جلّ جلاله و انتقامه، وفريق في حبس مقت اللّه جلّ جلاله واصطلامه، و فريق قد استحقّ عليه أخذ كلّمافي يديه.
و فريق قد حكمت عليه الذنوب الّتي اشتملتعليه بالتفريق بينه و بين أولاده العزيزينعليه أو أحبّته القريبين لديه، و فريق قدسقم عقله و قد ادنفه جهله، و فريق قد مرضقلبه و أحاط به ذنبه.
و فريق قد ماتت أعضاؤه بإضاعة البضاعةالتي كانت تحصل لها لو أطاعت، و فريق قدصارت أعضاؤه أعداء له بما إضاعته و بماتجنيه من المعاصي بحسب ما استطاعت، و فريققد أظلمت عليه ظلم الجهالة حتّى ما بقييبصر ما بين يديه من الضلالة، و فريق أعمىو لا يدري مقدار عماه، و فريق أخرس و لايدري انه أخرس و قد صار لسانه مقيّدا بسخطمولاه، و فريق أصمّ و هو لا يدري انّه أصمّو هو لا يسمع دعاء من دعاء إلى اللّه جلّجلاله و ناداه.
و البلاد قد أحاط بالعباد و ضعف عن دفعهقوة أهل الاجتهاد، فبعث اللّه جلّ جلالهرسولا إلى هؤلاء الموصوفين بهذه الصفاتليسلمهم من النكبات و الآفات و العاهات وليخلّصهم من اخطارها و يطفي عنهم لهبنارها و يغسل عن وجوههم دنس عارها و يبلغبهم من غايات السعادات، ما كانوا قاصرينعنها و بعيدين منها فيما مضى من الأوقات.
فينبغي ان يكون الاعتراف للمرسل و الرسولصلوات اللّه عليه بقدر هذا الانعام الذيلا يبلغ وصفي إليه و ان يكونوا في هذااليوم مباشرين و شاكرين و ذاكرينلمناقبه‏
و ناشرين و باعثين إلى بين يديه منالهدايا التي كان هو أصلها و فرعها إلى كلّمن وصلت إليه بحسب ما يقدرون عليه.
فقوم يظهرون نبوّته و دولته ممّا يشينهامن المآثم و القبائح، و قوم يعظّمونرسالته بزيادة العمل الصالح، و قومينزّهون سمعه الشريف ان يبلغه عنهم مايبعّده منهم، و قوم يكرمون نظره المقدس انيطّلع على ما يكره صدوره عنهم، و قوميصلّون المندوبات و يهدونها إليه، و قوميبالغون في الصلاة و الثناء عليه.
و قوم يذكرون اللّه جلّ جلاله بما يوقعهمله من الأذكار و يهدونها إلى باب رسولهمصلوات اللّه عليه الساكن بها في دارالقرار، و قوم يتعبّدون بحسب ما يقدرون ويهدون ذلك و يرون انهم مقصّرون.
و يكون هذا اليوم عند الجميع بحسب ماخلّصهم به من كلّ أمر فظيع و بحسب ما اصطنعمعهم من جليل الصّنيع، و يختمونه بالتأسّفعلى فواته و التلهّف، كيف لم يكن مستمرّالهم في سعاداته و طاعاته و يسألون العفو عنالتقصير، و لو عملوا مهما عملوا ما قاموا وما عرفوا مقدار هذا اليوم العظيم الكبير.

عمل الليلة الثامنةو العشرين من رجب‏

عمل الليلة الثامنةو العشرين من رجب‏
وجدناه في مفاوز السلامة و كرامة يومالقيامة، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الثامنة والعشرين من رجب اثنتي عشر ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» عشر مرات، و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله مائة مرة و استغفر اللّه تعالىمائة مرة كتب اللّه سبحانه له ثواب عبادةالملائكة.

عمل الليلة التاسعة و العشرين من رجب‏

عمل الليلة التاسعة و العشرين من رجب‏
وجدناه في تحف الشرف لمن علم و عمل،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله،قال: و من صلّى في اللّيلة التاسعة والعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ» عشر مرات، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم مائة مرة و استغفر اللّهتعالى مائة مرة، كتب اللّه سبحانه له ثوابعبادة الملائكة، و قد تقدم هذا الثواب.

عمل ليلة الثلاثينمن رجب

عمل ليلة الثلاثينمن رجب‏
وجدناه في خزائن خلع الأمان و تيجانالرضوان، مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى ليلة الثلاثين من رجبعشر ركعات بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، أعطاه اللَّهفي جنة الفردوس سبع مدن و يخرج من قبره ووجهه كالبدر، و يمرّ على الصراط كالبرقالخاطف و ينجو من النار، و الحمد للَّه.

صلاة أواخر شهررجب‏

صلاة أواخر شهررجب‏
رويناها عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضواناللّه عليه، و قد تقدم إسنادها فيما أشرناإليه، و هي:
و صلّ في آخر الشهر عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات، فإذاسلّمت فارفع يديك إلى السماء و قل:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِالطَّاهِرِينَ، وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ.
ثم امسح بها وجهك و سل حاجتك فإنه يستجابلك دعاؤك و يجعل اللّه بينك و بين جهنمسبعة خنادق، كل خندق كما بين السماء والأرض، و يكتب لك بكلّ ركعة ألف ألف ركعة،و يكتب لك براءة من النار و جواز علىالصراط.
قال سلمان رضي اللّه عنه: فلمّا فرغ النبيصلّى الله عليه وآله من الحديث خرّرتساجداً أبكي شكراً للّه تعالى لما سمعت منهذا الحديث.
و زاد في هذا الحديث مصنف كتاب دستورالمذكرين فقال: و من صام ذلك اليوم- و لميذكر انّ دخول سلمان على النبي عليهالسلام كان آخر يوم من جمادى الآخر، فلذلكو غيره جعلنا ابتداء هذه الصلاة أول يوم منرجب.

يختم به شهر رجب‏

يختم به شهر رجب‏
اعلم انّنا كنّا قد ذكرنا في أوّل ليلة منرجب و أوّل يوم منه طرفا من حرمة هذا الشهرو الحمى الّذي جعله اللّه جلّ جلاله، ممّالا يسهل على العارف به الخروج عنه، و أنتان كنت مسلماً تجد فرقاً بين الدخول في حرمالملوك و حماهم لرعاياهم، و بين الخروج عنالحمى و الحرم الذي شرفهم به و حفظهم بسببهو وقاهم.
و قد عرفت ان مذ تخرج عن هذا شهر رجب الذيهو آخر أشهر الحرم و العظيم‏
الشّأن، فتكون قد خرجت من حرم الحمى والأمان، فكن خائفا ان تخرج منه إخراج مناعرض صاحب الحمى عنه أو إخراج المنفيالمطرود أو المهجور المصدود، و اطلب منرحمة مالك الوجود و صاحب الجود ان يجعل لكمن ذخائر مراحمه و مكارمه حمى و حرما تسكنبعد شهر رجب في خفارة معالمه و مواسمه ومراسمه إلى ان تظفر بشهر موصوف بصفاتمثله، فتأوي إلى حمى ظلّه و فضله.
و اجمع ما عملت بلسان الحال و أعرضه على يدمن تكون ضيفه من أهل الإقبال و توجّه إليهباللّه جلّ جلاله العظيم لديه و بكلّ عزيزعليه، ان يتمّ نقصان أعمالك و إمساكك، وتعرضها بيد توسّله و توصّله في دوامإقبالك و إجابة سؤالك.

أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page