طباعة

معاقل الولاء

معاقل الولاء

ولكي نتوقّف قليلاً في معاقل الأنصار الذين كان لهم الأثر البارز في تشييد جيش النصرة والولاء، فلا  نتعدّى عند ذلك الكوفة تلك المدينة التي شهدت تجاذب الآراء في تقييمها، كما شهدت تجاذب الصراع في تاريخها .

                فالكوفة العلويّة تنتمي إلى أئمّة آل البيت (عليهم السلام) ولاءً، وهي تنتمي في صراعاتها السياسيّة حركةً إلى ما تمليه عليه ظروفها السياسيّة المقهورة، فقد دفعت الكوفة ضريبة الولاء لتلك المعارضة العلويّة المعروفة، وبقيت الكوفة تتجاذبها الآراء بين طاعن وبين مفتخر لمواقف النصرة لآل البيت (عليهم السلام)، وبين متوقّف لا  يجد محيصاً من الحيرة في إلقاء الحكم أينما وجد لذلك سبيلاً ; إذ التناقضات في الموقف الكوفي جعل الكثير يتوقّف من البتّ في مشروعيّة موقفها وحكمة ما أقدمت عليه، كما أنّ مَن أراد التشهير بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) وتبرئة أعدائهم من قتلهم الحسين (عليه السلام)ينحون باللائمة على شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، فما هذه الاضطرابات في الآراء وما هو سرّ تلك التجاذبات في المواقف ؟ ولكي نقف على الحقيقة فلا  بدّ لنا أن نستعرض شيئاً من تاريخ تأسيس تلك المدينة .