• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بعض الروايات الواردة في تحريف القرآن مِن طرق العامَّة

بعض الروايات الواردة في تحريف القرآن مِن طرق العامَّة (1) .
قال العلاّمة جلال الدين السيوطي :
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمَن قرأه صابراً مُحتسباً كان له بكلِّ حرف زوجة مِن الحور العين . رجاله ثقاة .
ثمَّ قال السيوطي : وقد حمل ذلك على ما نُسِخ رسمه مِن القرآن أيضاً ؛ إذ الموجود الآن لا يبلغ هذا العدد .
الإتقان في علوم القرآن 2/70ط مصر

(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) .
أخرج المتَّقي الهندي ، عن أبي إدريس الخولاني قال :
كان أُبيُّ يقرأ : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميَّة حميَّة الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا نفسه لفسد المسجد الحرام ، فأنزل الله سكينته على رسوله ، فبلغ ذلك عمر فاشتدَّ عليه ، فبعث إليه فدخل عليه ، فدعا ناساً مِن أصحابه فيهم زيد بن ثابت ، فقال :
مَن يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقراء زيد على قراءتنا اليوم ، فغلَّظ له عمر .
فقال أُبيُّ : لأتكلَّم .
قال : تكلَّم .
قال : لقد علمت أنِّي كنت أدخل على النبي ( صلّى الله عليه وسلم ) ، ويُقرِّبني وأنت بالباب ، فإنْ أحببت أنْ أُقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلاَّ لم أُقرئ حرفاً ما حييت .
( كنز العمَّال 2/568 رقم الحديث 4745 ط بيروت ) .

(إنَّ انتفاء كم مِن آبائكم كفر بكم)
قال الحافظ جلال الدين السيوطي :
أخرج ابن عبد البرَّ في ( التمهيد ) مِن طريق عدي بن عدي بن عمرة بن قزوة أنَّ عمر بن الخطاب قال لأُبيِّ :
أوليس كنَّا نقرأ فيما نقرأ مِن كتاب الله : أنَّ انتفاءكم مِن آبائكم كفر بكم .
قال بلى . ( الدرُّ المنثور في التفسير المأثور : 1/106 ) .

(أنْ جاهدوا كما جاهدتم)
عن المسوّر بن مخرمة ، قال : قال عمر لعبد الرحمان بن عوف :
ألم تجد فيما أنزل علينا : أنْ جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرَّة . فإنَّا لم نجدها .
قال : أُسقط فيما أُسقط مِن القرآن .
مُنتخب كنز العمَّال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/42 طبعة مصر .
الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور 1/106 ، 2/ 298 طبعة مصر .
الإتقان في علوم القرآن : 2/25 طبعة مصر

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ...)
عن ابن جريج ، أخبرني ابن أبي حميد ، عن حميدة بنت أبي يونس قالت :
قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة :
إنَّ الله وملائكته يصلّون على النبي ، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما وعلى الذّين يصلون الصفوف الأُولى .
قالت : قبل أنْ يغيِّر عثمان المصاحف . ( الإتقان في علوم القرآن : 2/25 طبعة مصر ) . ( تفسير روح المعاني للألوسي : 1/25 طبعة المطبعة المنيرية بمصر ) .

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ...)
عن أبي سفيان الكلاعي :
إنَّ مسلمة بن مخلّد الأنصاري قال لهم ذات يوم :
أخبروني بآيتين في المصحف لم يخبروه ، وعندهم : أبو الكنود سعد بن مالك .
فقال مسلمة :
إنّ الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا فابشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أُخفي لهم مِن قرَّة أعين جزاء بما كانوا يعملون . ( الإتقان في علوم القرآن : 2/25 ) .

(إنَّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)
أخرج أبو عبيد في فضائله ، وابن الضرَّيس عن أبي موسى الأشعري قال : نزلت سورة شديدة نحو ( براءة ) في الشدَّة ثمَّ رُفِعت ، وحفظتُ منها :
إنَّ الله سيؤيِّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم . ( الدر المنثور : 1/105 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/25 )
وقال أبو عبيد : حدَّثنا حجاج عن حماد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن أبي حرب بن الأسود ، عن أبي موسى الأشعري قال :
نزلت سورة نحو براءة ، ثمَّ رُفعت ، وحفظ منها :
إنَّ الله سيؤيِّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أنَّ لابن آدم واديين مِن مال لتمنَّى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب . ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور : 6/378 ) .

( أنْ بلِّغوا عنَّا قومنا )
قال الحافظ جلال الدين السيوطي :
وفي الصحيحين عن أنس : في قصّة أصحاب بئر معونة الذين قُتلوا ، وقنت يدعو على قاتليهم .
قال أنس . ونزل فيهم قرآن قرأناه حتَّى رُفع :
أنْ بلِّغوا عنَّا قومنا إنَّا لقينا ربَّنا فرضي عنَّا وأرضانا .
وفي المستدرك : عن حذيفة قال :
ما تقرأون ربعها يعني : براءة .
ثمَّ قال السيوطي :
وقال في ( البرهان ) : في قول عمر : لولا أنْ تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها يعني : آية الرجم .
ظاهره : إنَّ كتابتها كانت جائزة ، وإنَّما منعه قول الناس ، والجائز في نفسه قد يقوم مِن خارج ما يمنعه ، فإذا كانت جائزة لزم أنْ تكون ثابتة ، لأنَّ هذا شأن المكتوب ... ( الإتقان في علوم القرآن : 2/25 ) .

( النّبي أولى بالمؤمنين وهو أب لهم )
أخرج المتَّقي الهندي عن بجالة قال :
مرَّ عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف :

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمَّهاتهم وهو أب لهم) .
فقال : يا غلام ، حكَّها .
قال : هذا مصحف أُبيَّ ، فذهب إليه فسأله فقال :
إنَّه كان يُلهيني القرآن ، ويُلهيك الصفق بالأسواق . ( منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/43 ، كنز العمال 2/569 رقم الحديث 4746 ط بيروت ) .
وأخرج الفاريابي ، وابن مردويه ، والحاكم ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه كان يقرأ هذه الآية :

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أُمهاتهم) .
وأخرج الفاريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ :

(النبي أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم وهو أب لهم) .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال :
كان في الحرف الأول :
(النبي أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم وهو أب لهم) . ( الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 5/183 ) .

* * *

(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى...)
أخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة أنَّها استكتبت مصحفاً ، فلمَّا بلغت : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، قالت :
اكتب : العصر . ( كتاب المصنِّف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة 2/504 طبع دار السلطنة بمبي ـ الهند ) .
وقال العلاَّمة جلال الدين السيوطي :
أخرج عبد الرزَّاق ، والبخاري في تاريخه ، وابن جرير ، وابن أبي داود في ( المصاحف ) عن أبي رافع مولى حفصة قال :
استكتبتني حفصة مصحفاً فقالت :
إذا أتيت على هذه الآية ، فتعال حتَّى أُمليها عليك كما أُقرئتها ، فما أتيت على هذه الآية : حافظوا على الصلوات .
قالت : اكتب : حافظوا على الصّلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر . فلقيت أُبي بن كعب فقلت :
أبا المنذر إنَّ حفصة قالت : كذا ، وكذا .
فقال : هو كما قالت ، أوليس أشغل ما نكون عند صلاة الظهر في عملنا ونواضحنا ؟!
وأخرج مالك ، وأبو عبيد ، وعبد بن حميد ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن الأنباري في ( المصاحف ) ، والبيهقي في ( سننه ) ، عن عمرو بن رافع قال : كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوج النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) فقالت :
إذا بلغت هذه الآية فآذنّي : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى...) .
فلمَّا بلغتها ، آذنتها فأملت عليّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين .
وقالت : أشهد أنِّي سمعتها مِن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) .
وأخرج مالك ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي وابن جرير ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري في ( المصاحف ) ، والبيهقي في ( سننه ) عن أبي يونس ، مولى عائشة قال :
أمرتني عائشة أنْ أكتب لها مصحفاً وقالت :
إذا بلغت هذه الآية فآذنّي ، (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى...) . فلمّا بلغتها ، آذنتها فأملت عليّ :
حافظوا على الصلوات ، والصلاة الوسطى ، وصلاة العصر وقوموا لله قانتين . وقالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي داود في ( المصاحف ) ، وابن المنذر عن أم حميد بنت عبد الرحمان أنَّها سألت عائشة عن الصلاة الوسطى فقالت :
كنَّا نقرأها في الحرف الأول على عهد النبي (صلّى الله عليه وسلم) : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين .
وأخرج ابن أبي داود في ( المصاحف ) مِن طريق نافع عن ابن عمر ، عن حفصة أنَّها قالت لكاتب مصحفها  : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني ، حتَّى أخبرك ما سمعت مِن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلمَّا أخبرها قالت :
اكتب إنِّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) يقول :
حافظوا على الصلوات ، والصلاة الوسطى ، وصلاة العصر .
وأخرج وكيع ، وابن أبي شيبة في ( المصنّف ) ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي داود في ( المصاحف ) ، وابن المنذر عن عبد الله بن رافع عن أمِّ سلمة أنَّها أمرته أنْ يكتب لها مصحفاً فلمَّا بلغت :  (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى...) . قالت اكتب :
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين . ( الدرِّ المنثور في التفسير بالمأثور : 1/302 ، 303) .

* * *
قوله تعالى : (... فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ...) .
أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن ابن عمر قال :
لقد توفِّي عمر وما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة إلاَّ : فامضوا إلى ذكر الله .
وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وأبو عبيد ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن الأنباري ، والطبراني مِن طرق عن ابن مسعود أنَّه كان يقرأ :
فامضوا إلى ذكر الله .
قال : ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي .
وأخرج الشافعي في ( الأُمّ ) وعبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري ( المصاحف ) ، والبيهقي في ( سننه ) ، عن ابن عمر قال :
ما سمعت عمر يقرأها قطُّ إلاَّ : فامضوا إلى ذكر الله (2) .
وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، وابن مسعود أنَّهما كانا يقرآن : فامضوا إلى ذكر الله .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله تعالى : (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ...) قال : فامضوا . ( الدرُّ المنثور6/219 ) .
فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجل مسمّى
أخرج الطبري عن أبي نضرة قال :
سألت ابن عباس عن متعة النساء قال : أما تقرأ سورة النساء ؟
قال : قلت : بلى .
قال : فما تقرأ فيها ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ) ؟
قلت : لا ، لو قرأتها هكذا ما سألتك !
قال : فإنَّها كذا .
وقال أبو جعفر الطبري :
حدَّثنا ابن المثنى قال : حدَّثنا محمد بن جعفر قال : حدَّثنا شعبة ، عن أبي سلمة ، عن أبي نضرة قال :
قرأت هذه الآية على ابن عباس :

(... فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ...) .
قال ابن عباس : إلى أجل مسمَّى .
قلت : ما أقرأها كذلك .
قال : والله ، لأنزلها الله كذلك ثلاث مرَّات .
وعن أبي إسحاق عن عمير أنَّ ابن عباس قرأ : فما استمعتم به منهن إلى أجل مسّمى (3) .
( انظر الدرَّ المنثور في التفسير بالمأثور : 6/219 ) .
وقال الفخر الرازي :
الطريق الثاني : أنْ نقول : هذه الآية مقصورة على نكاح المتعة ، وبيانه مِن وجوه :
الأول : ما روي أنَّ أُبيَّ بن كعب كان يقرأ :

( فما استمتعتم به إلى أجل مسمّى فآتوهن أجورهنّ ) .
وهذا أيضاً هو قراءة ابن عباس ، والأُمَّة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة فإنَّ ذلك إجماعاً مِن الأُمَّة على صحة هذه القراءة . ( تفسير الفخر الرازي المجلَّد الخامس : 10/53 تفسير سورة النساء آية 24 ) .
المؤلِّف يقول :
قول الفخر الرازي : فإنَّ ذلك إجماعاً مِن الأُمَّة على صحة هذه القراءة .
يدلُّ على أنَّ القرآن الذي بأيدي المسلمين ناقص وكلمة :
( إلى أجل ) ساقطة مِن القرآن على حدِّ زعمه مِن إجماع الأمَّة على صحة هذه القراءة .
وهذه القراءة تؤيِّد صراحة تحريف القرآن الكريم ـ والعياذ بالله ـ

(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ...)
قال الحافظ السيوطي : وأخرج أحمد عن أُبي قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ): ( إنَّ الله أمرني أنْ أقرأ عليك ) . فقرأ عليّ :
لم يكن الذين كفروا مِن أهل الكتاب والمشركين منفكِّين حتَّى تأتيهم البيِّنة ، رسول مِن الله يتلو صحفاً مطهَّرة فيها كتب قيِّمة ، وما تفرَّق الذين أوتوا الكتاب إلاَّ مِن بعد ما جاءتهم البيِّنة ، إنَّ الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ، ومَن يفعل خيراً فلن يكفره .
قال شعبة : ثمَّ قرأ آيات بعدها ، ثمَّ قرأ :
لو أنَّ لابن آدم وادياً مِن مال لسأل ثانياً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب .

قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ...)
قال جلال الدين السيوطي : وأخرج أبن مردويه ، عن أُبي بن كعب أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قال : ( يا أُبيُّ ، إنِّي أُمرت أنْ أقرأ سورة ) ، فأقرأنيها :
ما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة رسول مِن الله يتلو صحفاً مطهَّرة فيها كتب قيِّمة أي ذات اليهوديّة والنصرانية .
إنَّ أقوم الدين الحنيفيّة مسلمة غير مشركة ، ومَن يعمل صالحاً فلن يكفره ، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاَّ مِن بعد ما جاءتهم البيِّنة ، إنَّ الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لمَّا جاءهم ، أولئك عند الله شرُّ البريَّة ، ما كان النّاس إلاَّ أُمَّة واحدة ثمَّ أرسل الله النبيِّين مبشِّرين ومنذرين ، يأمرون النّاس يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، ويعبدون الله وحده وأولئك عند الله هم خير البريّة ، جزاؤهم عند ربِّهم جنَّات عدن تجري مِن تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمَن خشي ربَّه (4) .
ثمَّ قال السيوطي :
وأخرج أحمد عن ابن عباس قال :
جاء رجل إلى عمر يسأله ، فجعل ينظر إلى رأسه مرَّة ، وإلى رجليه أُخرى هل يرى عليه مِن البؤس .
ثمَّ قال له عمر : كم مالك ؟
قال : أربعون مِن الإبل .

( لا ترغبوا عن آبائكم فإنَّه كفر بكم )
قال ابن عباس : قلت :
صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان مِن ذهب لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ويتوب الله على مَن تاب .
فقال عمر : ما هذا ؟
فقلت : هكذا أقرأني أُبيُّ .
قال : فمُرَّ بنا إليه .
فقال : ما تقول هذا .
قال أُبي : هكذا أقرأنيها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) .
قال : إذاً أثبتها في المصحف ؟!!
قال نعم . ( انظر : الدرَّ المنثور في التفسير بالمأثور : 6/378 ) .
أخرج السيوطي ، عن عمر بن الخطاب قال : كنَّا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم .
ثمَّ قال لزيد : أ كذلك يا زيد ؟
قال : نعم .
( الإتقان في علوم القرآن : 2/25 ط مصر ) .

ليس عليكم جناح في مواسم الحج
أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كانت عكاظ ومجنَّة ، وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية ، فلمَّا كان الإسلام تأثَّموا (5) مِن التجارة فأنزل الله : ( ليس عليكم جناح في مواسم الحج ) (6) .
قرأ ابن عباس كذا . ( صحيح البخاري : 2/11 باب الأسواق التي كانت في الجاهلية ، فتبايع بهم الناس في الإسلام ، تفسير الطبري : 2/166 الطبعة الأُولى ببولاق مصر ) .

* * *
قوله تعالى : (... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ...)
قال السيوطي في تفسير قوله تعالى : (... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ...) :
أخرج عبيد بن حميد ، وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال :
في قراءة أُبي بن كعب : مثل نور المؤمن كمشكاة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله :

(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...) .
يقول : مثل نور مَن آمن بالله كمشكاة .
قال : وهي النقرة يعني : الكوَّة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس مثل نوره قال :
هي خطأ مِن الكاتب :
هو أعظم مِن أنْ يكون نوره مثل نور المشكاة .
قال : مثل نور المؤمن كمشكاة .
( الدر المنثور : 5/48 ) .

* * *
(وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً ...) 
قرأ أُبيُّ بن كعب :
ولا تقربوا الزنى إنَّه كان فاحشة ، ومقتاً وساء سبيلاً ، إلاَّ مَن تاب فإنَّ الله كان غفوراً رحيماً .
فذكر لعمر فأتاه فسأله عنها فقال : أخذتها مِن في رسول الله ( صلّى الله عليه وسلم ) ، وليس لك عمل إلاَّ الصفق بالبقيع . ( أخرجه المتَّقي الهندي في منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/43 طبعة مصر ) .

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا ...)
أخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، والبخاري في تاريخه ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أشته ، وابن الأنباري معاً في ( المصاحف ) ، والدار قطني في ( الإفراد ) ، والحاكم وصحَّحه ، وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنَّه سأل عائشة :
كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية ؟ :
والذين يؤتون ما أتوا ، أو الذين يؤتون ما آتوا .
فقالت : أيَّتهما أحبُّ إليك ؟!
قلت : والذي نفسي بيده ، لأحداهما أحبُّ إليَّ مِن الدنيا جميعاً .
قالت : أيُّهما ؟
قلت : الذين يؤتون ما أتوا .
فقالت : أشهد أنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) كذلك كان يقرأها ، وكذلك أُنزلت ، ولكنَّ الهجَّاء حرَّف . ( الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 5/12 ) .
( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب )
قال الحافظ السيوطي :
وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عساكر ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنّه كان يقرأ هذا الحرف :
( وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب ) .
( الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 5/192 ) .

(وسل مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا)
قال الحاكم النيسابوري :
حدَّثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن غزوان ، قال : حدَّثنا محمد بن فضيل ، قال : حدَّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله ، قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وسلم ) : يا عبد الله ، أتاني مَلك فقال : يا محمد ، وسل (7) مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا على ما بعثوا ؟ ) .
قال : على ولايتك ، وولاية عليّ بن أبي طالب .(8)
قال الحاكم : تفرَّد به علي بن جابر عن محمد بن خالد ، عن محمد بن فضيل ، ولم نكتبه إلاَّ عن ( ابن ) مظفر، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون .

( يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون )
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال :
كنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها بإحدى المسبِّحات ما نسيناها ، غير أنِّي حفظت منها :
يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون عنها يوم القيامة . ( انظر : الدر المنثور في التفسير بالمأثور : 1/105 ، 6/386 طبعة مصر ) .
وأخرج مسلم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في الدلائل كما في ( الدرُّ المنثور ) عن أبي موسى الأشعري قال :
كنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها في الطول ، والشدَّة ببراءة ، فأنسيتها غير أنِّي حفظت منها ...
وكنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها بإحدى المسبِّحات أوّلها :
( سبَّح لله ما في السَّموات والأرض ) فأنسانيها ، غير أنِّي حفظت منها :
(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة . ( الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 1/105 ) .

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...)
قال العلاَّمة جلال الدين السيوطي :
وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد الخدري قال :
نزلت هذه الآية : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...) (9) على رسول الله ( صلّى الله عليه وسلم ) يوم ( غدير خم ) في علي بن أبي طالب (10) .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال :
كنَّا نقرأ على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :
يا أيُّها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك مِن ربِّك أنَّ عليّاً مولى المؤمنين ، وإنْ لم تفعل فما بلَّغت رسالته ، والله يعصمك من الناس (11) .
المؤلِّف : هذه النصوص المتقدِّمة لا تهتمُّ بها الشيعة الإمامية ولا تحفل بها ، وتغضُّ النّظر عنها ، بلْ تُهملها ولا تنظر إليها بنظر الاعتبار ؛ لصراحتها في تحريف القرآن ، وإنَّ الاعتقاد بتحريف القرآن يجرُّ إلى الطعن بالقرآن ، والطعن بالقرآن يجرُّ إلى الكفر ، وفي إلزام الأئمَّة الاثني عشر شيعتهم على التمسُّك بهذا القرآن المتداول بأيدي المسلمين ، والأخذ بما فيه وعرض أحاديثهم ( عليهم السلام ) عليه للأخذ بما يوافقه ، والترك لما يُخالفه دليل على عدم نقصه وقوله تعالى :
(لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ ...) ، و(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فيهما المزيد مِن الكفاية في عدم إطراء النقص ، والتحريف عليه .
وأتينا بمجوعة مِن آراء علمائنا الأعلام الشيعة الإمامية مِن القرن الثالث الهجري حتَّى العصر الحاضر ( القرن الخامس عشر ) تُثبت عدم الزيادة والنقيصة في القرآن الكريم .
وكما أنَّنا أوردنا نصوص بعض جهابذة وأعلام أبناء السنَّة ، الواردة في تحريف القرآن الكريم ، نقلناها مِن صحاحهم ومسانيدهم .
ومِن أدعياء الإسلام وحثالة رجال هذا العصر ، مَن ينسب أحاديث تحريف القرآن إلى الشيعة الإمامية ، وهم أمثال :
الباكستاني : إحسان إلهي ظهير (12) ، والبحريني : محمد مال الله (13) ، وعبد الله محمد الغريب (14) ، وإبراهيم الجبهان (15) ، وأحمد محمد التركماني (16) .
فإنَّ هؤلاء الجهَّال ينسبون التحريف إلى الشيعة الإمامية ، مع العلم أنَّ الأحاديث الواردة في التحريف التقطناها مِن صحاحهم ، ومسانيدهم وتفاسيرهم ، وأوردناها في هذا الكتاب ليقف عليها القارئ النبيل وليحكم ( بعد الاطِّلاع الكامل ، والوقوف على المصادر ) على إحدى الطائفتين برأيه الثاقب .
وقال العلاَّمة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي ( طاب ثراه ) :
وعن الشيخ البهائي رحمه الله قال :
وما اشتهر بين الناس مِن إسقاط اسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض المواضع مثل قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...) ( في عليّ ) فهو غير معتبر عند العلماء (17) .
ـ يقصد علماء الشيعة الإمامية ـ
____________
(1) وردت روايات كثيرة في كتب العامة فيها دلالة على وقوع التحريف في القرآن الكريم من حيث الإسقاط والتغيير .
ـ المؤلف ـ
(2) انظر : كنز العمال : 2/593 رقم الحديث ( 4809) ط مؤسسة الرسالة بيروت عام ( 1399هـ ) .
(3) تفسير الطبري : 4/9 ، تفسير غرائب القرآن للنيسابوري : 4/18 بهامش تفسير الطبري ، الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 2/140 ، تفسير الكشاف : 1/519 ، تفسير السراج المنير : 1/295 . 
(4) تفسير روح المعاني للآلوسي : 1/25 طبع مصر .
(5) قال ابن الأثير : وفي حديث معاذ : ( فأخبر بها عند موته تأثُّماً ) أي تجنُّباً للإثم ، يُقال : تأثَّم فلان إذا فعل فعلاً خرج به مِن الإثم ، كما يُقال : تحرَّج إذا فعل ما يخرج به مِن الحرج .
النهاية في غريب الحديث والأثر : 1/24 .
(6) قال الطبري : فأنزل الله ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً مِن ربِّكم في مواسم الحجِّ ) .
(7) وفي القرآن الكريم في سورة الزخرف آية 45 (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا ...) .
(8) معرفة علوم الحديث ص 96 طبع المكتب التجاري بيروت .
(9) سورة المائدة : الآية 67 .
(10) تفسير الدرِّ المنثور : 2/298 .
(11) المصدر نفسه : 2/ 298.
(12) مؤلِّف : الشيعة وأهل البيت طبع بباكستان على نفقة الوهابيّين .
(13) مؤلِّف : الشيعة وتحريف القرآن طبع بالقاهرة وبيروت .
(14) مؤلِّف : وجاء دور المجوس طبع بالقاهرة عام 1981 مطبعة 14 قصر اللؤلؤة بالفجالة .
(15) مؤلِّف : تبديد الظلام وتنبيه النيام طبع الرياض ، في المملكة العربية السعودية .
(16) مؤلِّف : تعريف بمذهب الشيعة الإمامية طبع الجزائر عام 1983 م .
وهذه الكتب وغيرها يقوم الوهابيون بجميع نفقات طبعها ونشرها وتوزيعها .
(17) انظر مقدِّمة آلاء الرحمان ص 17 المطبوعة في أوائل تفسير شبَّر بمصر عام 1385 هـ .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page