ولد سنة ١١٥٩ وكتب حفيده الحجة الشيخ محمد طه نجف رسالة مستقلة في أحواله ، جاء في كتاب دار السلام : الحبر الجليل والراسخ في علمي الحديث والتنزيل الذي لم ير لعبادته وزهده نظير ولا بديل ، المولى الصفي الوفي. وفي الطليعة : كان فاضلاً أديباً مشاركاً بالعلوم فقيهاً ناسكاً وكان من أصحاب السيد بحر العلوم ذا كرامات باهرة.
له شعر كثير وكلمة في أئمة أهل البيت عليهمالسلام وليس له في غيرهم مدحاً ولا رثاءاً ، من آثاره : الدرة النجفية في الرد على الأشاعرة في الحسن والقبح العقليين وقد شرحها بعض معاصريه ونقلها تلميذه السيد صاحب ( مفتاح الكرامة ) في كتاب له في الأصول.
توفى ليلة الجمعة ثاني محرم الحرام ١٢٥١ رثته الشعراء من العلماء منهم الأديب العلامة الشيخ عبدالحسين محي الدين بقصيدة عامرة الأبيات.
ونورد للقارئ نماذج من شعر المترجم له فمن روائعه قصيدته الشهيرة في مدح الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام التي يقول في مطلعها :
أيا علة الإيجاد حار بك الفكر
وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر
وقد قال قوم فيك والستر دونهم
بأنك رب كيف لو كشف الستر
حباك إله العرش شطر صفاته
رآك لها أهلا وهذا هو الفخر
وهي تزيد على ٤٠٠ بيتاً. وله أخرى مطلعها :
لعلي مناقب لا تضاهى
لا نبي ولا وصي حواها
من ترى في الورى يضاهي علياً
أيضاهي فتى به الله باها
فضله الشمس للأنام تجلت
كل راء بناضريه يراها
وهو نور الإله يهدي إليه
فاسأل المهتدين عمن هداها
وإذا قست في المعالي عليا
بسواه رأيته في سماها
خير من كان نفسه ولهذا
خصه دون غيره بإخاها
وقال من قصيدة في الإمامين العسكريين عليهماالسلام :
بك العيس قد سارت إلى من له تهوى
فأضحى بساط الأرض في سبرها يطوى
وتجري الرياح العاصفات وراءها
تروم لحوق الخطو منها ولا تقوى
تروم حمى فيه منازل قد سمت
علواً وتشريفاً إلى جنة المأوى
إذا هاج فيها كامن الشوق هزها
فتحسبها من هز أعطافها نشوى
إلى بقع فيها الذين اصطفاهم
على الناس طراً عالم السر والنجوى
إلى قبة فيها قبور أئمة
بهم وبها يستدفع الضر والبلوى
إلى بقعة كانت كمكة مقصداً
وأمناً ومثوى حبذا ذلك المثوى
على حافتيها أينعت دوحة التقى
فما برحت أغصانها تثمر التقوى
ومن قصيدة في الإمام الحسين يقول :
خطب تذل له الخطوب وتخضع
وأسى تذوب له القلوب وتجزع
الله أكبر يا له من فادح
منه الجبال الراسيات منه تضعضع
فوق الأسنة راس من في وجهه
نور النبوة والإمامة يسطع
ثغر يقبله النبي وفاطم
وأبوه حيدرة البطين الأنزع
أضحى يقلبه يزيد شماتة
ويعود في عود عليه يقرع
صدر حوى علم النبي محمد
والوحي والتنزيل فيه مودع
تطاً الجوانح في سنابك خيلهم
وترض منه المغار الأضلع
ماذا تقول أمية لنبيها
يوماً به خصماؤها تتجمع
وغداً إليه إيابها وحسابها
وله يكون مصير بها والمرجع
فإذا دعاهم للخصومة في غد
ياليت شعري ما الجواب إذا دعوا
وهم الذين استأصلوا أبناءه
ذبحاً كما خانوا العهود وضيعوا
الشيخ حسين بن الحاج نجف
- الزيارات: 1393