إن دماء الشهداء رافداً آخر للتعبير عن أحداث الطف هو رافد الخطب اللاهبة، وقد كانت زينب الكبرى تقذف لهباً وحمماً في وجه الطغاة، ابتداء من كربلاء حيث خاطبت عمر بن سعد في يوم عاشوراء خطاباً، فبكى وجرت دموعه على لحيته الخبيثة، وكذلك في الكوفة وقد قال أحد الخطباء بأن أعضاء ثورة التوابيين سجلوا أسمائهم تحت منبر زينب الكبرى في الكوفة، وهذا صحيح، فلما ألقت ذلك الخطاب وأثارتهم وكشفت واقعهم الفاسد بكل عنف-وفي نفس الوقت-بكل بطولة حينذاك أخذ بعضهم ينظر أنحن الرجال أم هذه المرأة هي الرجل الحقيقي!
إمرأة فقدت كل أعزتها وهي وحيدة مع ذلك فهي لا تتحدث فقط عن ظلم الطغاة وعن انحرافهم، بل تتحدث عن سكوت الجماهير، وعن مدى اشتراكهم في الجريمة لو استمروا ساكتين وهذه هي الشجاعة.
أن يقول المصلح كل الحقيقة، وانها حقاً رسالة الكلمة التي تحولت الى رافد.
الخطب لم تعد بعد كربلاء خطباً فارغة، وإنما كانت الخطابات والاحاديث تبدأ بذكر الامام الحسين (ع) وتنتهي بهذا الذكر، وهكذا تحولت كل قطرة من قطرات دام الامام الحسين (ع) الى رسالة الكلمة.
رسالة الكلمة
- الزيارات: 1253