طباعة

عقيدتنا في الوظيفة في الدولة الظالمة

إذا كان معاونة الظالمين ولو بشق تمرة بل حب بقائهم ، من أشد ما حذر عنه الأئمة عليهم السلام ، فما حال الاشتراك معهم في الحكم والدخول في وظائفهم وولاياتهم ، بل ما حال من يكون من جملة المؤسسين لدولتهم ، أو من كان من أركان سلطانهم
والمنغمسين في تشييد حكمهم ( وذلك أن ولاية الجائر دروس الحق كله ، وإحياء الباطل كله ، وإظهار الظلم والجور والفساد ) كما جاء في حديث تحف العقول عن الصادق عليه السلام . غير أنه ورد عنهم عليهم السلام جواز ولاية الجائر إذا كان فيها صيانة العدل وإقامة حدود الله ، والاحسان إلى المؤمنين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( إن لله في أبواب الظلمة من نور الله به البرهان ومكن له في البلاد ، فيدفع
بهم عن أوليائه ويصلح بهم أمور المسلمين . . . أولئك هم المؤمنون حقا . أولئك منار الله في أرضه أولئك نور الله في رعيته . . . ) كما جاء في الحديث عن الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام .
وفي هذا الباب أحاديث كثيرة توضح النهج الذي ينبغي أن يجري عليه الولاة والموظفين ، مثل ما في رسالة الصادق عليه السلام إلى عبد الله النجاشي أمير الأهواز " راجع الوسائل ( 1 ) كتاب البيع الباب 78 " .