" العولمة تبشير سيء يهدف المبشرون به إلى إرجاع العالم إلى العصور القديمة المظلمة في تاريخ البشرية حيث كان العالم مقسما إلى طبقتين طبقة الإقطاع وهي الأقلية الضئيلة ، وطبقة الأكثرية الساحقة وهي طبقة الفقراء والعبيد ط (32).
إن أصحاب فكرة العولمة يدعون إلى أن يصبح العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة متوحدة بإدارة غربية رأسمالية ، يساعدهم في ذلك التطور العلمي الهائل الحاصل في مجال الاتصالات ونقل المعلومات ، وان يسود النظام الاقتصادي والسياسي والثقافي الغربي على جميع اقتصاديات وثقافات المجتمعات الإنسانية .
إن المشرعين لهذا النظام يرون بأنهم الأحق في قيادة العالم من غيرهم بما يمتلكون من قوة وسلطة ومال وتقدم علمي وتقني يدعمه اقتصاد رأسمالي عملاق .
" إن الهدف المعلن من العولمة هو إزالة الحواجز وتذويب الفروق بين المجتمعات الإنسانية المختلفة لسيادة آلية رأس المال التي تأبى أي قيود ، والية المعلومات التي تأبى أي رقابة ، وكذلك إشاعة القيم الإنسانية المشتركة التي يراد لها أن تجمع البشر وتكون أرضية لإنفاذ آلية رأس المال وآلية المعلومات المشار إليها ، فإجراءات العولمة الحالية تحاول ان تشمل الاقتصاد والسياسة والاجتماع والإستراتيجية والثقافة ، من خلال نظرية ليبرالية شاملة جاعلة شعارها (المصير الواحد للبشرية) .(33)
إن رفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمصير المشترك ومحاولة توحيد العالم تحت إطار ليبرالي غربي ، لا يلغي الحقيقة التي تختفي خلف هذه الشعارات والتي تعود الغرب على إخفائها خلف شعاراته البراقة ، هذه الحقيقة التي أشار إليها احد الكتاب الامريكين وهو فوكوياما حين قال " إن هذه التحولات هي نهاية للتاريخ بعد أن تسقط كافة المبادئ والمذاهب وتسيطر الرأسمالية الليبرالية وينتهي التاريخ ". (34)
" ومع ذلك يجب التأكيد بان العولمة التي يراد لها أن تسود هي نتاج حضارة الغرب والصيغة الأكثر حداثة وفجاجة لهذه الحضارة ، والتي تجسدها الولايات المتحدة الأمريكية ، إنها تجسيد وتكثيف المابعديات ، ما بعد الرأسمالية وما بعد الحداثة ، وما بعد الايديولوجيا ، وما بعد سيادة الدولة القومية "(35).
___________________
(32) النبأ ، العدد 35 ، ص2 .
(33) العولمة حلقة في تطور آليات السيطرة ، ص4 .
(34) النبأ ، العدد 39 – 40 ، ص2 .
(35) الفسطاط ، ص9 .
أهداف العولمة
- الزيارات: 19542